نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 179
من رياض الأطفال حتى الجامعات.. بالإضافة إلى التفاته إلى البعثات التي تفد إلى دياره.. ويتضح بذلك أن تنفيذ هذه الوسيلة قد أخذ طابع الاحتواء الكامل لكل أنواع المؤسسات التعليمية والثقافية والتوجيهية، بالإضافة إلى المؤسسات الطبية والمراكز الاجتماعية وغيرها.
3- ويرفض المبشرون في مدارسهم التابعة لإرسالياتهم الأجنبية أن يتقيدوا بالمناهج الرسمية؛ لأن هذا التقيد يفقد مدارسهم صفتها التبشيرية المسيحية ويجعلها في عداد المدارس الوطنية فتبطل الغاية من وجودها، ويتفق المبشرون جميعًا على أن التعليم أفضل الطرق التبشيرية، كما يتفقون على أن المقصود الأول بالتبشير من طريق التعليم هم المسملون، ولهذه الأسباب يعمل المبشرون على استغلال الجهل بين الشعوب الإسلامية لينفذوا من ذلك إلى غاياتهم.
كتب "بنيامين ماراي" مقالاً في مجلة العالم الإسلامي -وهي مجلة فرنسية خاصة بأعمال المبشرين الكاثوليك- وكان موضوع المقال: "شمالي نيجيرية ميدان للتبشير" وقد استعرض فيه حالة تلك البلاد وما عليه من التأخر العلمي على الأخص؛ إذ إن الذين يحسنون القراءة والكتابة أو شيئًا من الكتابة لا يتجاوز اثنين ونصف بالمائة، ثم قال: "وهذا يتيح فرصة عظيمة للتعليم التبشيري المسيحي"[1].
4- ولقد بدأ المبشرون بإنشاء مدارسهم في البلاد الإسلامية في وقت مبكر جدًّا، فأنشئوا أول مدرسة للبنات في بيروت عام 1830م. وعلى الرغم من أن اهتمامهم قد انصرف أولاً إلى الأطفال والبنات في سن مبكرة، وأنشئوا لهذا الغرض مئات المدارس في البلاد العربية -وبخاصة سورية ولبنان ومصر- كما أنشئوا كذلك ألوفًا من مدارسهم في البلاد الإسلامية [1] المرجع السابق ص70.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 179