نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 189
الغرب بما كان يقوم به الملوك والأمراء في الماضي من الإغداق على المستشرقين وحبس الأوقاف والمنح على من يعملون في حقل الاستشراق"[1]. [1] المرجع السابق ص536.
دوافع الاستشراق:
إذا كان الاستشراق قد بدأ بدراسة العربية والإسلامية؛ فإن الدافع لذلك لم يكن دافعًا علميًا خالصًا لدى جمهرة المستشرقين؛ لأن من طبيعة الدافع العلمي أن يكون نزيهًا عادلاً، حريصًا على استجلاء الحقيقة بتجرد وصدق وإنصاف، لا تتحكم فيه موروثات أو رواسب ثقيلة مما صنعته البيئة الخاصة، أو أَمْلَتْهُ وقائع تاريخية معينة تتسم بتسجيل فترات الخصومات الدموية والنزاع العدواني.
ولكن هذه الشروط التي تجعل دراسة الاستشراق للإسلام وتاريخه واللغة العربية عملاً علميًا صحيحًا؛ ليست متوافرة للمستشرقين الأوربيين الذين اتجهوا للدراسات الإسلامية، ذلك أن موقف الأوروبي من الإسلام ليس "موقف كره في غير مبالاة فحسب، كما هي الحال في موقفه من سائر الأديان والثقافات، بل هو كره عميق الجذور يقوم في الأكثر على صدور من التعصب الشديد. وهذا الكره ليس عقليًّا فحسب، ولكن يصطبغ أيضًا بصبغة عاطفية قوية، فقد لا تتقبل أوروبا تعاليم الفلسفة البوذية أو الهندوكية، ولكنها تحتفظ دائمًا -فيما يتعلق بهذين المذهبين- بموقف عقلي متزن ومبني على التفكير، إلا أنها حال ما تتجه إلى الإسلام يختل التوازن، ويأخذ الميل العاطفي بالتسرب. حتى إن أبرز المستشرقين الأوروبيين جعلوا من أنفسهم فريسة التحزب غير العملي في كتاباتهم عن الإسلام. ويظهر في جميع بحوثهم -على الأكثر- كما لو أن الإسلام لم يمكن أن يعالج على أنه موضوع بحت في البحث
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 189