نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 228
وقد بين شيخ الإسلام "ابن تيمية" "أن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما: فإما أن يختار العبودية لله، وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية لغير الله ... وهو -كما رأيت- يقيم هذا الجزء من نظريته على الأسس النفسية، والتحليل الدقيق للطبيعة البشرية، فالإنسان لا ينفك عن وصف العبودية؛ لأنه كائن حي ذو حاجات ومطامع، ولأن له قلبًا، فإما أن يكون عبدًا لله، وإلا فهو عبد لغيره، وبتعبير آخر إن لم يرضَ أن يكون عبدًا لله استعبدته حاجاته ومطامعه وأهواؤه وشهواته، وطواغيت الجن والإنس، وما يزينون لبني آدم من معبودات.
ومن هذا يتضح أن العبودية لله تحررهم من كل عبودية أخرى شعروا بها أو لم يشعروا، رضوا بها أو سخطوا"[1].
"ونظرية "ابن تيمية" في "العبودية" هي في الوقت نفسه نظرية في الأخلاق والفضيلة:
"وقد بين الله أن عباده المخلصين هم الذين ينجون من السيئات التي زينها الشيطان". ص84 - من رسالة العبودية. "وقال تعالى في حق يوسف: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [2].
فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصورة والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله". ص99 من رسالة العبودية.
"ومن كانت عبوديته لله وجهاده في سبيله، فعلمه كله فضيلة وهو لا ينحرف في أي شأن من الشئون إلا عندما يزيغ عن هذه العبودية"[3]. [1] عبد الرحمن الباني: "مقدمة رسالة العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية" ص6. [2] يوسف: "24". [3] المرجع السابق ص8.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 228