نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 234
التي بوأه الله إياها، ووظيفته التي كلفه بها، ويقتضي ذلك منه أن يتحرك وفق خصائص الإنسانية الأصيلة، وفطرته الطيبة النقية، فلا يهبط ولا يسف، ولا يتقاصر عن السمو والارتقاء، بل ينطلق في رحاب الجد والعلم والإنتاج، دون أن يشرب انطلاقه غرور أو ظلم أو كبرياء.
د- يقوم التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان على حقيقة أن كل شيء يخضع لله -عز وجل- وينقاد لأمره.
{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُون} [1].
فالإنسان -وفق التصور- مكلف بحكم ما أودع الله فيه من الفطرة، وما مَيَّزَهُ به من العقل، أن يصبغ حياته كلها وفق مقتضى هذه الحقيقة، بحيث يحقق في حياته معنى الطاعة الكاملة لله، والانقياد التام لأمره، والإذعان لحكمه، فإذا انسجم بكل ملكاته وطاقاته مع هذا اليقين، واتجه بصدق وإخلاص نحو هذه الغاية، كان مؤمنًا حقًّا، والمؤمن هو الفرد الصالح النافع، الذي يحسن إلى نفسه وإلى الناس.
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [2].
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [3].
ولا بد أن يتم توافق الإنسان وانسجامه الكامل، مع هذه الغاية التي [1] الروم: "26". [2] النساء: "124". [3] لقمان: "22".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 234