نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 237
اقتضته حكمة الله -عز وجل- لعمارة الأرض بهم، عائقًا عن مشاركتهم الإيجابية في هذه الوظيفة الإنسانية، التي يفرض أداؤها على الوجه الصحيح، التعارف فيما بينهم، والتعاون الخيِّر البنَّاء، وهذا هو المعنى الإنساني الأصيل الذي يقرره منهج الإسلام، وتغذية توجيهاته وقواعده وأحكامه.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [1].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [2].
وإذا كان الناس قد خلقوا -كما يقرر منهج الإسلام- من نفس واحدة، فإن الوحدة الإنسانية فيما بينهم، متحققة أتم تحقق في خصائصهم الإنسانية، التي أودعها الله فيهم، فهم لا يختلفون من حيث أصل النشأة، فقد خلقهم الله من التراب فاتحدت بذلك طبيعتهم.. ومن شأن وحدة الطبيعة فيهم، أن توجه طاقاتهم لما يحقق النفع والخير لهم.
ب- وحدة العقيدة: ومحور هذه الحقيقة هو تلك الصلة التي تجعل البشر جميعًا عبادًا لله -عز وجل- وعقيدة التوحيد هذه تؤكد أن رسل الله -عز [1] النساء: "1". [2] الحجرات: "13".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 237