نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 24
من باب طرب لغة فيه. والثقاف: ما تسوّى به الرماح. وتثقيفها تسويتها، وثقفه من باب فهم صادفه".
2- وقد وردت لفظة "ثقافة" معطوفة على لفظة "صناعة" في مقدمة "طبقات الشعراء" لأبي عبد الله محمد بن سلام الجُمَحي "232هـ".
فقال1:
"وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات؛ منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان".
وقد فهم بعض الباحثين في النقد الأدبي أن لفظة "صناعة" تعني لدى ابن سلام ميزان نقد الشعر فقال:
"كان ابن سلام أول من نص على استقلال النقد الأدبي؛ فأفرد الناقد بدور خاص، حين جعل للشعر -أي لنقده والحكم عليه- "صناعة" يتقنها "أهل العلم بها" مثلما أن نقاد الدرهم والدينار يعرف صحيحهما من زائفهما بالمعاينة والنظر. ولعله كان يرد على من يتطاولون إلى الحديث في نقد الشعر من معاصريه وهم لا يملكون ما يسعفهم على ذلك"[2]. وهنا يبقى السؤال قائمًا حول ما يعنيه ابن سلام من كلمة "ثقافة" التي عطفها على لفظة "صناعة" فإذا كان ينفي الترادف؛ فإن مدلول لفظة "ثقافة" -كما يفهم من كلامه- يعني الحذق والفهم والقدرة، أو ما يمكن أن نعبر عنه بما يسمى "الملكة".. فإذا أضيفت الكلمة إلى الشعر؛ كانت ملكة الشعر.. أي القدرة على فهمه وحذقه ونقده.. وإذا أطلقت دون
1 ابن سلام: "طبقات الشعراء ص 6" [2] الدكتور إحسان عباس: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" ص 78
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 24