نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 312
واحة الإيمان الحق، وعاشوا في ظل التوحيد الوارف الندي، لاختفى ما يعانونه من هذا الشقاء المدمر، والواقع النكد، والفراغ الخطير.. ذلك أن الرجوع إلى منهج الله وحكمه القويم وشرعه الحكيم، يرد كل شيء إلى أصول ثابتة، وقواعد خيرة وموازين عادلة، وبذلك وحده ينتهي التصادم والانقسام، وتتناسق حياة الإنسان مع سنن الله في الكون، وفطرته التي فطر الناس عليها، وبهذا التناسق تنعم الإنسانية بالسعادة والطمأنينة، وتتفيأ ظلال الأمن والخير.. قال تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [1]. [1] الروم: "30". العقيدة ومصير الأمم:
1- تتوالى في كتاب الله تبارك وتعالى آيات التذكير والتحذير، المقترنة بالوعد والوعيد؛ لتوقظ القلوب وتربي الضمائر بحقيقة العقيدة، وموقعها في حياة البشر، مقررة أنها أضخم حقيقة، وأجلها وأعمقها في حياة الإنسان، وأبعدها مدى في تاريخه على هذه الأرض، ومصيره فيها، ثم نهايته الأخيرة بعد أن تنقضي هذه الحياة، وتنتهي إلى أجلها المحتوم، ويرث الله الأرض ومن عليها.. وهي النهاية الدائمة التي لا انقضاء لها، ولا مهرب منها، ولا تخلف عنها، وهي إما شقاء الأبد أو الخلود في النعيم، وحين يدرك الإنسان هذه الحقيقة الراسخة الكبرى عبر ما تحمله آيات الله تبارك وتعالى من تذكير وتحذير ووعد ووعيد؛ يصبح أكثر يقظة،
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 312