responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 12
بأن مسيحية القرن الرابع لم تكن مسيحية بتاتا[1].
ويقول المؤرخ الإنجليزي ويلز:
"وظهر للوقت معلم آخر عظيم يعده كثير من الثقات العصريين المؤسس الحقيقي للمسيحية وهو شاول الطرسوسي أو بولس. والراجح أنه كان يهودي المولد، وإن كان بعض الكتاب اليهود ينكرون ذلك، ولا مراء في أنه تعلم على أساتذة من اليهود بيد أنه كان متبحرا في لاهوتيات الإسكندرية الهلينية. وهو متأثر بطرائق التعبير الفلسفي للمدارس الهلنستية، وبأساليب الرواقيين، كان صاحب نظرية دينية ومعلما يعلم الناس قبل أن يسمع بيسوع الناصري بزمن طويل. ومن الراجح جدا أنه تأثر بالمثرائية إذ هو يستعمل عبارات عجيبة الشبه بالعبارات المثرائية. ويتضح لكل من يقرأ رسائله المتنوعة جنبا إلى جنب مع الأناجيل أن ذهنه كان مشبعا بفكرة لا تظهر قط بارزة قوية فيما نقل عن يسوع من أقوال وتعليم، ألا وهي فكرة الشخص الضحية الذي يقدم قربانا لله كفارة عن الخطيئة. فما بشر به يسوع كان ميلادا جديدا للروح الإنسانية. أما ما علمه بولس فهو الديانة القديمة. ديانة الكاهن والمذبح وسفك الدماء لاسترضاء الإله[2].
ويقول أيضا: "وفي أثناء ذلك الأمد غير المحدد كان يحدث فيما يبدو قدر جسيم من ضرب بعينه من الثيوكرازيا "أي: التوحيد والمطابقة بين الآلهة المختلفة" بين النحلة المسيحية والعقيدة المثرائية التي تكاد تضارعها في سعة انتشارها بين سواد الشعب، ونحلة سيرابيس إيزيس حورس.... على أن ما أسهمت به نحلة الإسكندرية في الفكر المسيحي والطقوس المسيحية كان أعظم قدرا أو يكاد.. إذ كان طبيعيا أن يجد المسيحيون في شخصيته حورس "الذي كان ابنا لسيرابيس وهو سيرابيس في نفس الوقت" شبيها مرشدا لهم فيما يبذلون من جهود عنيفة لتفهم ما خلفه لهم القديس بولس من خفايا"[3].
وتكفينا هذه الشهادات من مؤرخي الغرب ومفكريه، لندرك مدى التحريف

[1] كتاب "أفكار ورجال" تأليف جرين برنتن وترجمة محمود محمود ص207 من الترجمة العربية.
[2] معالم تاريخ الإنسانية ج3 ص705.
[3] المصدر السابق ج3 ص708, 709.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست