نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 300
بحرية نشاط المؤسسة، وفي الاستيلاء على عمل الآخرين، وهي بالنسبة للبروليتاري بيع قوة عمله أو الموت جوعا، والإنسانية البرجوازية أيضا هي إنسانية مجردة. فالرأسمالية في الواقع لا تخلق الشروط الواقعية لتطور وازدهار الشخصية، وأكثر من ذلك فهي تحول كرامة الإنسان إلى قيمة تبادلية، والعلاقات بين الناس إلى علاقات نقدية، قاضية على أي نوع من الصلات بين الناس إلا صلة المصلحة المكشوفة، صلة الدفع الخالي من العلاقات الإنسانية".
"إن مبدأ الفردية هو السائد في سلوك البرجوازي إلا أنه ليس من مصلحة البرجوازية أن تعلن عن مصالحها الجشعة بصورة سافرة ومكشوفة, إن البرجوازي يسعى لتبرير أنانيته وفرديته في الوعي الأخلاقي، إذ يصور السعي لبلوغ أهدافه الجشعة كاهتمام بالمصلحة العامة، وهنا تتجلى الفردية الحيوانية "كحرية الفرد" ويتجلى استعمار العمال "كإنقاذ للمحرومين من الجوع" و"كتقديم الخبز للجائعين" ويتجلى إنتاج السلع من جل الحصول على الأرباح "كتأمين المواد الضرورية للمجتمع" ويتبدى استعباد الشعوب الأخرى كعملية "تمدين" لها".
"ولهذا فإن ما يميز الأخلاق البرجوازية هو طابعها المنافق عندما تتقنع شريعة الغاب في عالم الملكية الخاصة بستار من تعاليم الأيدلوجيين البرجوازيين"[1].
وأما أخلاق الشيوعية فلندعهم هم يصفونها بأقلامهم.
جاء في نفس الكتاب "ص471, 472 من الترجمة العربية":
"إن الماركسية تنتقد دونما تحفظ محاولات علماء الاجتماع البرجوازيين، والبرجوازيين الصغار، لجعل الاشتراكية قائمة على "أساس أخلاقي" أي: بناء نظرية الاشتراكية على أساس المبادئ الخلقية المجردة كالعدالة الخالدة والحق المطلق وغيرهما، دون أن ينطلقوا من القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي. وبهذا المعنى في الواقع ليس في الماركسية مثقال ذرة من الأخلاق كما يقول لينين:
"إن الظلم وغيره من وجهة النظر الماركسية ليس أساسيا وإنما هو نتيجة [1] هذا أيضا صحيح، وواضح -كما أشرنا في فصل "الديمقراطية"- أن الرأسمالية نظام جاهلي بحت.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 300