نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 308
لا تفنى ولا تستحدث" لم يعد صحيحا من الوجهة العلمية، وهو القول الذي تصيدوه تصيدا في نهاية القرن الماضي ليبنوا عليه تفسيرا "علميا! " للكون والحياة والإنسان، ولقضية الألوهية كذلك!
ودع جانبا ما صار يعلمه طلاب الجامعات من البحوث الجيولوجية والفيزيائية من أن الكون المادي "حدث" ذات يوم ولم يكن موجودا من قل، وأن عمر هذا الكون المادي في سبيله أن يحدد تحديدا علميا دقيقا على ضوء المعلومات التي ترسلها الأقمار الصناعية التي تدور حول الشمس وغيرها من الأفلاك.
دع ذلك جانبا، فلم يكن ماركس وإنجلز ولينين مطالبين بثقافة علمية أكبر من ثقافة عصرهم الذي وجدوا فيه[1]. ولكنهم مسئولون ولا شك مسئولية كاملة عن تلك الفرية التي لا يقوم عليها أي دليل علمي، وهي أن المادة هي التي تخلق، وأن من بين خلقها الإنسان!
ما الدليل العلمي على هذه الفرية؟
متى شوهدت المادة وهي تخلق؟ وكيف تخلق؟!
يقول جورج إيرل دافز عالم الطبيعة: "فالمنطق الذي نستطيع أن نأخذ به, والذي لا يمكن أن يتطرق إليه الشك هو أنه ليس هنالك شيء مادي يستطيع أن يخلق نفسه"[2].
إن المؤمنين بالله ورسوله يقولون: إن الله ينشئ الخلق من العدم، وإنه يقول للشيء كن فيكون، وهم لا يزعمون أنهم يدركون الكيفية التي يخلق الله بها الخلق، ولكنهم لا يقولون إن الله مادة، وإن المادة تخلق المادة؛ لأن هذا خبل لا يقوله عاقل.
إن المؤمنين بالله ورسله لم يروا الله جهر؛ لأنه سبحانه وتعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [3] ولكنهم رأوا من آثار قدرته ما يدل عليه:
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ، فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ [1] العجيب هو إصرار أتباعهم على الأقوال المزيفة بعد أن أثبت العلم بطلانها! [2] من كتاب "الله يتجلى في عصر العلم"ص41. [3] سورة الأنعام: 103.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 308