نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 394
سواء في المعسكر الشيوعي أو المعسكر الرأسمالي، قاعدة الحياة مادية بحتة، وقيم الحياة مادية بحتة، وعمارة الأرض على أساس مادي بحت، والتفسير المادي للتاريخ هو واقع الحياة هنا وهناك. وإن كانت النظرية -في الحقيقة- ملكا للشيوعيين، والنظرية أسوأ بكثير حتى من التطبيق، ففي التطبيق يتعامل كلا المعسكرين مع الإنسان على أساس أنه حيوان، أو على أساس أنه آلة في بعض الأحيان وحيوان في سائر الأحيان.. أما في النظرية فينفرد المعسكر الشيوعي بالتعامل مع الإنسان على أنه مادة تنطبق عليه قوانين المادة؛ لأن الشيوعية خطوة "تقدمية" في المخطط الكبير الهادف إلى تسخير الأمميين لشعب الله المختار.
من قبضة الطين ونفخة الروح أنشأ الله الإنسان وقال للملائكة إنه سيجعله خليفة في الأرض:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [1].
والخلاقة تتضمن الهيمنة والسيطرة والقدرة على الإنشاء والتعمير والقدرة على التمييز والاختيار، فأمده الله بالأدوات الصالحة للخلافة:
{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا..} [2].
{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [3].
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [4].
{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [5].
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [6].
{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [7]. [1] سورة البقرة: 30. [2] سورة البقرة: 31. [3] سورة العلق: 3-5. [4] سورة النحل: 78. [5] سورة البلد: 8-10. [6] سورة الشمس: 7-10. [7] سورة هود: 61.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 394