responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 131
النّوم أَن الحز فِيهِ يبطن وَالْبرد يظْهر وَلذَلِك يَحْتَاجُونَ من الدثار لأعضائهم كلهَا إِلَى مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْيَقظَان. وستجد من أَحْكَام النّوم وَمَا يتعرف مِنْهُ وَمن أَحْوَاله كلَاما كثيرا فِي الْكتب الْمُسْتَقْبلَة. الْفَصْل الرَّابِع عشر مُوجبَات الحركات النفسانية جَمِيع الْعَوَارِض النفسانية يتبعهَا أَو يصحبها حركات الرّوح إِمَّا إِلَى خَارج وَإِمَّا إِلَى دَاخل وَذَلِكَ إِمَّا دفْعَة وَإِمَّا قَلِيلا قَلِيلا وَيتبع حركتها إِلَى خَارج برد الْبَاطِن وَرُبمَا أفرط ذَلِك فيتحلل دفْعَة فيبرد الْبَاطِن وَالظَّاهِر ويتبعه غشي أَو موت وَيتبع حركتها إِلَى دَاخل برودة الظَّاهِر وحرارة الْبَاطِن. وَرُبمَا اختنقت من شدّة الانحصار فيبرد الظَّاهِر وَالْبَاطِن ويتبعه غشي عَظِيم أَو موت. وَالْحَرَكَة إِلَى خَارج إِمَّا دفْعَة كَمَا عِنْد الْغَضَب وَإِمَّا أَولا فأولاً كَمَا عِنْد اللَّذَّة وَعند الْفَرح المعتدل. وَالْحَرَكَة إِلَى دَاخل إِمَّا دفْعَة كَمَا عِنْد الْفَزع وَإِمَّا أَولا فأولاً كَمَا عِنْد الْحزن. والاختناق والتحلل الْمَذْكُورَان إِنَّمَا يتبعان دَائِما مَا يكون دفْعَة. وَأما النُّقْصَان وذبول الغريزية فَيتبع دَائِما مَا يكون قَلِيلا قَلِيلا - أَعنِي بِالنُّقْصَانِ الاختفاق بالتدريج - وَفِي جُزْء جُزْء لَا دفْعَة وَقد يتَّفق أَن يَتَحَرَّك إِلَى جِهَتَيْنِ فِي وَقت وَاحِد إِذا كَانَ الْعَارِض يلْزمه عارضان مثل الْهم: فَإِنَّهُ قد يعرض مَعَه غضب وحزن فتختلف الحركتان وَمثل الخجل: فَإِنَّهُ قد يقبض أَولا إِلَى الْبَاطِن ثمَّ يعود الْعقل والرأي فيبسط المنقبض فيثور إِلَى خَارج فيحمر اللَّوْن. وَقد ينفعل الْبدن عَن هيئات نفسانية غير الَّتِي ذَكرنَاهَا مثل التصورات النفسانية فَإِنَّهَا تثير أموراً طبيعية كَمَا قد يعرض أَن يكون الْمَوْلُود مشابهاً لمن يتخيل صورته عِنْد المجامعة وَيقرب لَونه من لون مَا يلْزمه الْبَصَر عِنْد الْإِنْزَال. وَهَذِه أَحْوَال رُبمَا اشمأز عَن قبُولهَا قوم لم يقفوا على أَحْوَال غامضة من أَحْوَال الْوُجُود. وَأما الَّذين لَهُم غوص فِي الْمعرفَة فَلَا يُنْكِرُونَهَا إِنْكَار مَا لَا يجوز وجوده. وَمن هَذِه الْقَبِيل اتِّبَاع حَرَكَة الدَّم من المستعد لَهَا إِذا كَثر تَأمله وَنَظره فِي الْأَشْيَاء الْحمر وَمن هَذَا الْبَاب تضرُس الْإِنْسَان لأكل غَيره من الحموضة وإصابته الْأَلَم فِي عُضْو يؤلم مثله غَيره إِذا راعه وَمن هَذَا الْبَاب تبدل المزاج بِسَبَب تصور مَا يخَاف أَو يفرح بِهِ. الْفَصْل الْخَامِس عشر مُوجبَات مَا يُؤْكَل وَيشْرب مَا يُؤْكَل وَيشْرب يفعل فِي بدن الْإِنْسَان من وُجُوه ثَلَاثَة: فَإِنَّهُ يفعل فعلا بكيفيته فَقَط وفعلاً بعنصره وفعلاً بجملة جوهره وَرُبمَا تقاربت مفهومات هَذِه الْأَلْفَاظ بِحَسب التعارف اللّغَوِيّ. إِلَّا أَنا نصطلح فِي استعَمالها على معَان نشِير إِلَيْهَا. فَأَما الْفَاعِل بكيفيته فَهُوَ أَن يكون من شَأْنه أَن يتسخن إِذا حصل فِي بدن الْإِنْسَان أَو يتبرد فيسخن بسخونته ويبرد بِبرْدِهِ من غير أَن يتشبه بِهِ.

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست