responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 322
فَإِنَّهُ كَمَا أَن هَذَا هُوَ الَّذِي يمتزج بالصناعة فَكَذَلِك قد يمتزج بالطبيعة فَتكون الصُّورَة هِيَ هَذِه الصُّورَة إِلَّا أَن من هذد الكيفيات المحسوسة مَا الأولى أَن يكون مَا يخالطها من الضِّدّ يُؤثر فِيهَا أثرا بَينا وَأَنَّهَا مَا دَامَت كيفياتها صَادِقَة محسوسة لَا تحس أضدادها فِيهَا فَهِيَ غالبة للقوى. وَهَذَا هُوَ فِي الطعوم لَا على أَنه وَاجِب بل على أَنه أكثري وَبعد الطعوم فِي الروائح وبعدهما فِي الألوان وَهُوَ فِي الألوان كَغَيْر الموثوق بِهِ. وَمن الْأَسْبَاب الَّتِي فاقت فِيهَا الطعوم الروائح فِي هَذَا الْبَاب وصولها إِلَى الْحس بملاقاة فَهِيَ أولى مَا يُوصل من جَمِيع أَجزَاء الدَّوَاء قُوَّة. والروائح والألوان تُؤثر بِلَا ملاقاة من أَجْزَائِهَا فَيجوز أَن يصل إِلَى الْحس من أَجزَاء فِي الرَّائِحَة بخار من لطيف أَجْزَائِهِ ويستعصي البخار من كثيف أَجْزَائِهِ فَلَا يتبخر. وَيجوز أَن يصل إِلَيْهِ لون الظَّاهِر الْغَالِب دون المغلوب الْخَفي وَلِأَن الروائح قد تدل على الطعوم مثل الرَّائِحَة الحلوة والحامضة والحريفة والمرة كَانَت الروائح تالية للطعوم. فالطعوم أَكثر صِحَّةِ دلَالَة ثمَّ الروائح ثمَّ الألوان ثمَّ لَو كَانَت الطعوم أَيْضا لَا يَقع فِيهَا هَذَا التَّرْكِيب الْمَذْكُور لما كَانَ الأفيون فِي مرارته مَعَ برده المفرط. وَهَذَا الْغَلَط الَّذِي يَقع فِي الطعوم يَقع فِي جَانب الْبرد أَكثر مِنْهُ فِي جَانب الْحر أَعنِي أَن يكون الدَّوَاء لَهُ طعم يدل على الْحَرَارَة وَهُوَ بَارِد فَإِن هَذَا أَكثر من أَن يكون الدَّوَاء لَهُ طعم يدلُ على الْبرد وَهُوَ حَار لِأَن الْحَار فِي أَكثر الْأَحْوَال أقوى اً ثاراً وَأظْهر أفعالاً وأفذ فَلَو كَانَ قد خالط الْبَارِد فِي المزاج الطبيعي حَار. تبلغ قوّته مبلغا يكسر برد مَا يُقَابله لقد كَانَ بالحري أَن يظْهر لَهُ طعم يكسر طعمه إذالحار فِي جَمِيع الْأَحْوَال أنفذ وأبلغ وأغلب وَأولى بِأَن يَجْمُلَ الطعومٍ والروائح. وَلِهَذَا السَّبَب كَأَنَّك لَا تَجِد حامضاً أَو عفصاً لَا مزاج فِيهِ فِي الْحس وَيكون حاراً بأغلب مزاجه كَمَا تَجِد مرًّا ولذاعاً وَيكون بَارِدًا فِي أغلب مزاجه على أَن هَذَا أَيْضا أكثري وَأكْثر أكثرية من الآخر وَلَيْسَ بِوَاجِب. فَإِذا عرفت هَذَا القانون فَيجب الْآن أَن نقتص عَلَيْك مَا يَقُوله الْأَطِبَّاء فِي الطعوم والروائح والألوان فَإِنَّهُم يجْعَلُونَ الطعوم البسيطة كلهَا تِسْعَة وَهِي وَإِن كَانَ لَا بدّ ثَمَانِيَة طعوم وَوَاحِد هُوَ عدم الطّعْم وَهُوَ التفه المسيخ الَّذِي لَا يكون لَهُ طعم وَلَا يدْرك مِنْهُ طعم البتّة كَالْمَاءِ. وَإِنَّهُم يسمون بالطعم كل مَا يحكم عَلَيْهِ بالذوق حكما وَهُوَ بِالْفِعْلِ أَو حكما وَهُوَ بِالْقُوَّةِ وَلم ينفعل الْبَتَّةَ وَهُوَ الَّذِي لَا طعم لَهُ وَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا تفه عادم للطعم بِالْحَقِيقَةِ وَإِمَّا تفه عادم لَهُ عِنْد الْحس. والتفه فِي القيقة هُوَ الَّذِي لَا طعم لَهُ بِالْحَقِيقَةِ والتفه عِنْد الْحس هُوَ الَّذِي لَهُ فِي نَفسه طعم الا أَنه لشد تكاثفه لَا يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء يخالط اللسات فيدركه ثمَّ إِذا احتيل فِي تَحْلِيل أَجْزَائِهِ وتلطيفها أحس طعمه مثل النّحاس وَالْحَدِيد فَإِن اللِّسَان لَا يدْرك مِنْهُمَا طعماً لِأَنَّهُ لَا يتحلّل من جرمهما شَيْء يصير إِلَى الرُّطُوبَة المبثوثة فِي أَعلَى اللِّسَان الَّتِي هِيَ وَاسِطَة فِي حس الذَّوْق وَلَو احتيل فِي تهيئته أَجزَاء صغَار ظهر لَهُ طعم قوي وَمثل هَذَا أَشْيَاء كَثِيرَة. وَأما الطعوم الثَّمَانِية الَّتِي يذكرونها الَّتِي هِيَ بِالْحَقِيقَةِ طعوم بعد التفه فَهِيَ

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست