نام کتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة نویسنده : يوسف مكرم جلد : 1 صفحه : 278
فيدرك مبدأ عدم التناقض. فقول هجل: "ليس الوجود شيئًا؛ لأنه قابل لأن يكون كل شيء" يجب تصحيحه هكذا: إن الوجود قابل لأن يكون كل شيء لا معًا بل كلًّا على حدة، فالوجود شيء في كل موجود وبحسب هذا الموجود. فغير صحيح أننا نعقله وجودًا ولاوجودًا في الوقت نفسه، وإنما الصحيح أننا نعقله وجود كذا أو كذا من الماهيات، فإن ما ليس وجودًا من وجه هو وجود من وجه آخر. ويقال مثل هذا تمامًا عن العدد في قبوله التعيين بالتناهي أو اللاتناهي، وعن الكم في قبوله التعيين بالمتصل أو المنفصل، وعن سائر المعاني العامة: إن لكل منها مفهومًا، فهو ليس متناقضًا في ذاته، وهو في ذاته بريء من التعيينات جميعًا، ولكنه متى وجد كان هذا أو ذاك منها. والشيء المتغير القابل لأعراض مختلفة، هو ما هو بالفعل في كل آن, وقابل لأعراض أخرى بالقوة تحل فيه متى زالت أضدادها. فليست الصيرورة اجتماع الأضداد أو النقائض، بل الانتقال من ضد إلى ضد بحيث لا يجتمع ضدان، وهذا عين مبدأ عدم التناقض. فالمنهج الذي اصطنعه هجل عاجز عن تفسير الإيجاد بقوة باطنة كما يريد؛ لأن اللامعين لا يقتضي بذاته تعيينا دون آخر [1].
119 - الطبيعة:
أ- الروح المطلق يباين نفسه فتظهر الطبيعة. فهي إذن مظهره الخارجي الذي يعارضه وينافيه, وهي تتطور وفقًا للمنهج الثلاثي: فهناك أولًا الطبيعة في ذاتها الممثلة في الميكانيكا أي: جملة القوانين الآلية التي تعبر عن مطلق الجسمية أو الوجهة الكمية في الأجسام؛ وثانيًا الطبيعة لذاتها أي: جملة القوى الفيزيقية والكيميائية التي تعبر عن الوجهة الكيفية؛ وثالثًا الطبيعة في ذاتها أي: الجسم الحي.
ب-العقل الخالق، كالعقل المتصور في الإنسان، يبدأ بما هو أكثر تجردًا وأقل إدراكًا، أي: بالمكان والمادة. المكان موجود وغير موجود، والمادة شيء وليست شيئًا، مثلهما مثل الوجود الذي في رأس المنطق. هذا التناقض هو مبدأ التطور الطبيعي والقوة الدافقة، وهو ينحل في "الحركة" التي تقسم المادة إلى وحدات [1] انظر في كتابنا "تاريخ الفلسفة اليونانية" رد أرسطو على بارمنيدس " 60، ب" وعلى مليسوس " 18، د" ودفاعه عن مبدأ عدم التناقض " 71، ج د هـ".
نام کتاب : تاريخ الفلسفة الحديثة نویسنده : يوسف مكرم جلد : 1 صفحه : 278