responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 168
إليه. فإذا كان هدفه متواضعا, انعكس ذلك على المستوى الهزيل للتعميم الذي يصل إليه. ويحدث ذلك عادة عندما يلجأ المؤرخ إلى الأسئلة, والموضوعات السهلة التي لا تحتاج الإجابة عليها إلى بحث عميق, أو استقصاء تفصيلي. فهو لا يسعى وراء أحكام عامة وعبر مستخلصة أو دروس مستفادة، لهذا يأتي جهده على شكل ركام من المعلومات والبيانات كما نلاحظ من ميل بعض المؤرخين إلى التركيز على الأحداث ذات الصفة الخاصة, والتي لها علاقة من نوع ما بالدراسات السياسية كالحروب والثورات والأزمات, ولكنه في الواقع تاريخ بلا روح قد يحدث ضجة كبيرة, ولكن بلا مغزى[1].
فالمؤرخ ليس هو الذي يقتصر على السؤال عمن فعل ماذا متى واين، وإنما الأهم لماذا حدث ذلك، وكيف ظهرت إلى الوجود ظروف معينة، وماذا كانت نتائج تلك الظروف والأفعال. أكثر من هذا, فقد يسأل عن احتمال وجود اتجاهات أو قواعد منهجية, وقوانين أو علاقات سببية أو نظريات[2].
يندرج تحت الاختلافات أيضا التجاء الباحث إلى مجال أو آخر من مجالات المعرفة الإنسانية لتدعيم حججه. فما دمنا قد اخترنا المدخل التاريخي وركزنا

[1] Dyke, 119.
[2] يعترف العلماء المعاصرون بفضل العلّامة عبد الرحمن بن خلدون الذي وإن لم يكن أول من كتب في التاريخ, إلا أنه باتفاق أغلبيتهم هو أول من أرسى قواعده كعلم وبيّن أصول الكتابة التاريخية وضرورة عدم الميل مع الهوى وتحري الدقة وتمحيص الأخبار. فكثيرا ما كان يستبعد روايات من سبقوه من المؤرخين على اعتبار أنها اختلاق غير ممكن الحدوث بحسب طبائع الأشياء وقوانين العمران. ولعل أهم ما يميز كتاباته في التاريخ هو براعة التنظيم والربط، والدقة والوضوح في تبويب الموضوعات والغوص على أسباب الحادثات، وصياغة الفروض واختبارها للتأكد من صحتها على نحو ما هو معروف في المناهج الحديثة. انظر في ذلك: محمد محمود ربيع "منهج ابن خلدون في علم العمران" في: مجلة مصر المعاصرة، العدد34، إبريل 1970 ص225، كذلك مؤلفنا:
M. M. Rabie, The Political Theory of lbn Khaldun, op. cit. pp. 23, 31 ff.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست