responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 99
بالتالي أصبحت الفلسفة الميتافيزيقية غير ذات موضوع؛ لأن العلوم التي تعتمد على المناهج التجريبية, وتدرس الواقع المحسوس قد استوعبت مجال تلك الفلسفة.
تنتقل الوضعية من ذلك الإنكار للفلسفة التقليدية إلى مستوى آخر في المناقشة, فتدعي أن التطبيقات المختلفة للعلوم التجريبية يمكن أن تساعدنا على التوصل إلى حلول لشتى المشكلات الإنسانية بحيث لم يتبق للفلسفة من مهمة سوى تنظيم النتائج التي تتوصل إليها تلك العلوم. ويشرح كونت هدفه من الوضعية بأنه خلق فلسفة للعلوم كأساس لإيمان اجتماعي جديد، أي: وضع نظرية اجتماعية عن طريق نظرية علمية. هذه النظرية الاجتماعية هي أقرب إلى أن تكون دينا إنسانيا أو دينا يتخذ من الإنسانية إلها[1].
تقوم الوضعية على فكرة أساسية هي ما يسمى بقانون الحالات الثلاث, الذي ادعى أوجست كونت بأنه كان أول من اكتشفه. ويتلخص ذلك القانون في أن الإنسانية مرت بمراحل ثلاث تميزت كل منها بغلبة منهج خاص من مناهج التفكير.
يشكك العلماء في سبق كونت في هذا المجال, ويدللون على ذلك بإسهامات مفكرين آخرين مثل الاقتصادي الفرنسي تيرجو الذي كان يدافع عن آراء مدرسة الطبيعيين, وكذلك المركيز دي كوندورسيه كممثل لتلك المجموعة من المفكرين المتحمسين للثورة الفرنسية بصفتها تمهيدا لمرحلة حضارية جديدة. هذا المفكران على سبيل المثال كانا قد سبقا كونت إلى تحديد صيغة هذا القانون الذي نسبه إلى نفسه بحجة أن من سبقوه لم يفطنوا إلى أهميته كأساس لوضع علم الاجتماع, والفلسفة الوضعية.

[1] زكريا إبراهيم، مشكلة الفلسفة، مرجع سابق، ص80، 81، كذلك:
A. Brecht, Political Theory, op. cit., pp. 532, 533.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست