نام کتاب : سنن الدارمي - ت الغمري نویسنده : الدارمي، أبو محمد جلد : 1 صفحه : 9
فصل: لعل فيما صدر من التحقيقات غِنًى عن عملنا هذا
كان شرحنا للكتاب قد جاء في حجم كبير، الأمر الذي لم يستطع معه كثير من الطلبة اقتناءه وتداوله فيما بينهم، كما أن تبرع بعض أهل الخير بشراء جميع نسخه التي كانت مُوَزَّعَةً بين المكتبات زاد من قلَّة انتشاره على النحو المطلوب في القطر العربي، فأدَّى ذلك إلى الحاجة إلى إعادة نشر المتن المحقق ليتسع انتشاره وتداوله بين أهل العلم، وهو الذي حدا بغير واحد بعدنا لخدمته، فقام بعضهم حسبما ذكر في مقدمة عمله بمقابلته وتخريجه، ويعلم الله كم سررت بداية بعمله، وظننت أنَّه كفاني مشقة المقابلة والتحقيق وإكمال مشوار الجمع والتدقيق لأصول هذا المسند الذي يستحق بذل النفس والنفيس، والغالي والرخيص.
رأيته قد استفاد من شرحنا، وعَوَّل كثيرًا في ضبط النَّص على نسختنا، وتتبع تخريجنا وتنبيهاتنا وتصويباتنا لما وقع في الأصول من التصحيف والتحريف دون أدنى إشارة إلى ذلك، كما هي عادة (أهل العلم) في ذلك سامحه الله [1]، ويكفي القول: بأن ما قام به ليس من شأن أهل العلم ولا آدابهم في التأليف والتحقيق، ومن كبير إساءته لنا كتم العلم والحق، فتراه عند الإشارة في حواشي طبعته يضم طبعتنا -بإشارته ضمنًا إلى جملة الطبعات- التي وقع فيها التصحيف والتحريف في الوقت الذي ما تبين له ذلك إلا من خلال عملنا كما سترى!. [1] ومثله: ذاك الدكتور الذي حضر إلى داري واستجازني، ثمَّ بعدها أهداني رسالته الجامعية "زوائد رجال الدارمي" التي فيها رسالتنا "الحطة برجال الدارمي خارج الكتب الستّة"، وكنت ألّفتها قبل رسالته بثمان سنوات، وكان العيب كل العيب إغفاله لعملنا، مع ذكره للطبعات المتقدمة التي وقعت فيها التصحيفات!. وإنّما أغفل ذكر طبعتنا ليصحّ له نسبة ما أبرزه، ويصدُق عليه تفرّده بذلك، والله حسيبه. وما عسى أن يقال في أمثال هؤلاء المنتسبين إلى العلم في هذا العصر؟! وإلى الله المشتكى.
نام کتاب : سنن الدارمي - ت الغمري نویسنده : الدارمي، أبو محمد جلد : 1 صفحه : 9