نام کتاب : تصحيح الفصيح وشرحه نویسنده : ابن درستويه جلد : 1 صفحه : 131
الجَوَارِ الكُنَّسِ) أنها الكواكب المستترة، التي لا تظهر. وإنما قيل لها: الخنس؛ لقصورها في السير عن المنازل، لا لانستارها، وإن كانت منسترة.
وأما قوله: أقبست الرجل علما، بألف، وقبسته نارا، بغير ألف، فكلام على غير القياس، وإن كان مستعملا؛ لأن الأصل في هذين أن يقال: قد قبس الرجل علما، وقبس نارا، بغير ألف، فهو قابس، بمعنى أخذ، فهو آخذ. وقديقال: اقتبس العلم أيضاً، فإذا نقلت الفعل إلى فاعل آخر، وجعلت فاعله الأول مفعولاً، وجب إدخال الألف في أول الفعل كقولك: أقبسته علما، وأقبسته /نارا. وأما قبسته نارا، بغير ألف، فمما جاء نادرا، على حذو رجعته فرجع، وجبرته فجبر. وليس ذلك بالأصل. وقد كنا بينا العلة في هذا الضرب. وإنما هو شيء محذوف منه للاختصار، أو مشبه بغيره، كما قالوا: كسبه مالا، وكسب هو المال، أو على لغتين. وأحسن ذلك أن يكون معنى قولك: قبسته نارا، بمعنى قبست له نارا، ثم حذفت اللام، وعدي الفعل إلى المفعول، كما قال الله عز وجل: (وإذَا كَالُوهُمْ أَو وزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ). وإنما أراد أن العامة تدخل الألف في الوجهين. ولو علمت العامة هذا المقصد الذي شرحناه، لما كانت مخطئة بقولها؛ لأن القياس يوجب ذلك، والذي اختاره ليس بالقياس، وإن كان مستعملا.
وأما قوله: أوعيت المتاع في الوعاء، ووعيت العلم، إذا حفظته، فهما جميعا من الوعاء، ولكن وعيته، خص به ما كان في السمع والقلب، ومعناه الفهم والحفظ والذكر. وقال "قس بن ساعدة" في خطبته، التي حكاها عنه النبي صلى الله عليه: "يا أيها الناس، استمعوا وعوا". وفي الحديث: "سمعته أذناي ووعاه قلبي"، فلما كان فيه معنى حفظت، خرج فعله على مثال حفظت؛ فقيل: وعيت، بغير ألف.
نام کتاب : تصحيح الفصيح وشرحه نویسنده : ابن درستويه جلد : 1 صفحه : 131