نام کتاب : تصحيح الفصيح وشرحه نویسنده : ابن درستويه جلد : 1 صفحه : 505
وأما قوله: وتقول: الحائط، ولا تقل: الحيط، فإنه من كلام العامة، وهو مثل ما قبله كحير وعيشة، قد حذفت منه الألف. والحائط على مثال فاعل من قولهم: حاط يحوط حوطا، أي حفظ، وهو الجدار. وجمعه: الحيطان، على فعلان؛ ولذلك انقلبت الواو ياء؛ لانكسار الحاء. ويقال منه: قد أحاط بالمكان، أي حازه كله. ومنه قول الله تعالى: (ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ). ومنه قولهم: حطت الرجل والشيء حياطة.
وأما قوله: ورجل عزب، وامرأة عزبة؛ فإن العامة تقول في هذا: أعزب، بألف، على أفعل، وهو خطأ، ولو كان صوابا لقيل للمرأة: عزباء، على فعلاء، وليس هذا من باب العيوب والألوان، وإنما هو الذي لا زوجة له وهومصدر قد وصف به، مثل دنف وقمن، والمرأة أيضا: عزب مثله؛ لأن المصادر إذا وصف بها استوى فيها المذكر والمؤنث، والتثنية والجمع على لفظ الواحد. والعامة تقول: امرأة عزبة، وهذا لا يجوز في المصادر، إذا غلبت على الصفة، حتى جرت مجرى الأسماء، وليس بالمختار، وأنشدنا "ثعلب والمبرد" لعمرة بنت الحمارس:
هل عزب أدله على عزب على فتاة مثل تمثال الذهب
على ابنة الحنارس الشيخ الأزب
وأما قوله: وهو أعسر يسر؛ فإن العامة تقول: أعسر أيسر، بإثبات الألف في أيسر، على مثال أعسر للإتباع. والعرب لا تقول فيه أيسر؛ لأنه من اليسر والياسر، وهما يتبرك بهما، وليسا من العيوب. بل هو الذي يعمل بيديه /كلتيهما. والعامة تجعله من اليسار، وهو الشمال، ولو كان كذلك لكان معناه أعسر أعسر؛ لأن معنى الأيسر من اليسار معنى الأعسى بعينه.
نام کتاب : تصحيح الفصيح وشرحه نویسنده : ابن درستويه جلد : 1 صفحه : 505