responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 109
وقال الموفق البغدادي: اللَّحن يتولد في النواحي، والأمم بحسب العادات والسيرة، ومنه قول المتكلمين: المحْسوسات، والصواب: المحسّات من أحسَسْت الشيء أدركته، وقولهم: ذاتّيَّ والصفات الذاتّية مخالف للأوضاع العربية، لأن النسبة الى ذات ذَوَوِيّ [1]، وفي هذا النوع وما يقاربه، ألفّنا كتاب (لف القماط لتصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط).

الثانية والعشرون: معرفة خصائص اللغة
قال ابن فارس: لغة العرب أفضلُ اللغات وأوسعُها، قال تعالى: {بِلسَان عَرَبيّ مبين} [2]. فوصفه بأبلغ ما يُوصفُ به الكلام، وهو البيان، وقال تعالى: {خَلَقَ الإنْسانَ عَلَمَهُ البَيَان} [3] فقدّم - سبحانه - ذِكْرَ البيان على جميع ما تَوَحَّد بخلْقِهِ، وتفَّرد بإنشائه؛ من الخلائق المُحْكَمَة والنَّشايا المُتْقنَة، فلما خصَّ - سبحانه - اللّسانَ العربي بالبيان عُلِم أنَّ سائرِ اللّغات قاصرةٌ عنه وواقِعَة دونه، وأين لسائر اللغات من السّعة ما للغة العرب؟ هذا ما لا خفاء به على ذي نُهْية.
وقال بعض أهل العلم حين ذَكَر ما للعرب من الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم والتأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن، وكذلك لا يَقْدر أحد من التَّراجم على أنْ ينقله الى شيء من الألسنة، كما نُقِل الإنجيل عن السّريانية الى الحبشية والرومية، وتُرْجمت التُوراة والزَّبور، وسائر كتب الله عز وجل بالعربية، لأن غير العرب لم تَتَّسع في المجاز إتِّساع العرب وقد تأتي الشعراءُ بالكلام الذي لو أراد مُريد نَقْلَه لاعْتاضَ، وما أمكن الا بمَبْسوط من القول، وكثير من اللَّفظ، ولو أراد (41/ ... ) مُعبِّرٌ بالأعجمية أن يُعَبّر عن الغنيمة والاخْفاق، واليَقين، والشّكّ، والظَّاهر، والباطن، والحَقّ، والباطل، والمُبين، والمُشْكل، والاعتزاز، والاسْتِسلام، لَعَّي به والله تعالى أعلم حيث يجعل الفضل ... انتهى [4].

[1] ذيل فصيح ثعلب موفق الدين عبد اللطيف البغدادي:2، 5، 24، ينظر: المزهر: 1/ 320،321.
[2] الشعراء / 195.
[3] الرحمن / 4.
[4] الصاحبي في فقه اللغة: 40 - 43، المزهر: 1/ 321 - 324.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست