responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 146
قال ابن عباس: في قوله تعالى: {أَثارَةٍ من عِلْمٍ} [1] الخط الحسن، وفي قوله: {إِنِّي حَفيظٌ عَليمٌ} [2] أي كاتب حاسب، وقال بعض المفسرين: في قوله: {يَزيدُ في الخَلْقِِ مَا يَشَاء} [3] أي الخط الحسن، وقيل الخط لليد لسان، وللخَلَد ترجمان فرداءَته زَمَانة الأدب، وجودته تبلغ بصاحبه شرائف الرتب، وفيه المرافق العظام التي مَنَّ الله بها على عباده، فقال جل ثناؤه: {وَرَبُّك الأَكْرَمُ الَّذي عَلَّمَ بالقَلَم} [4].
وقال الضحاك (69/) في قوله تعالى: {عَلَّمَهُ البَيَان} [5] الخط وهو لمحة الضمير ووحي الفكر، وسفير العقل، ومستودع السر، وقيد العلوم والحكم، وعنوان المعارف وترجمان الهمم، ومن أهل الجاهلية نفر ذوو عدد كانوا يكتبون، والعرب إذ ذاك من عزّ بزّ؛ منهم أُكَيْدر [6] بن عبد الملك صاحب دُوْمَة الجَنْدَل، وسفيان بن أمية، وأبو قيس ابن عبد مناف، وعمرو بن عمرو بن عدس [7]، وممن اشتهر في الاسلام بالكتابة من عِلْية الصحابة عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، وأبو عبيدة، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ويزيد بن أبي سفيان، وأقسم بالقلم في الكتاب الكريم، وأحسن عدّي حيث شبه به قرن الرّيم [8].
تُزْجي أغَنَّ كأنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أصاب من الدَّوَاة مِدَادَها (9)
وهو أمضى بيد الكاتب من السيف بيد الكمّي، وقد أصاب ابن الرومي في قوله شاكلة الرمي:
كذا قضى الله للأقلام إِذْ بُرِيَتْ ... إنَّ السيوف لها مذ أُرهِفَت خَدَمُ (10)

[1] الاحقاف / 4.
[2] يوسف / 55.
[3] فاطر / 1
[4] العلق / 3،4.
[5] الرحمن / 4.
[6] في الأصل بشر والصواب ما أثبتناه عن معجم البلدان والخطأ ورد في المزهر أيضاً، وأُكيدر بن عبد الملك الكندي ملك دُوَمه الجندل وهي من أعمال المدينة، بعث الرسول (صللم) إليه خالد بن الوليد فأخذه أسيراً وقتل أخاه، فأسلم أكيدر وصالح النبي إلا أنه منع الصدقة بعد وفاة الرسول، معجم البلدان: 2/ 487،488.
[7] يكنى أبا شريح شاعر جاهليّ قديم وكان أبرص، معجم الشعراء للمرزباني: 210.
[8] المزهر: 2/ 351.
(9) ديوان عدي بن الرقاع العاملي: 85، تزجي: تدفع، الروق: القرن.
(10) ديوانه: 2/ 115.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست