responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 157
الرجال والولدان؛ لأنه حِماية لأعراضهم، وذَبُّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة لذِكرِهم وكانوا لا يهنئون إلاّ بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنْتج [1].
وقال محمد بن سلام الجمحي: لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب، وكان الشَّعْر في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهم، ومَنْتَهى حُكْمتهم به يأخذون، واليه يصيرون ... انتهى [2].
قلت ولهذا قال: رسول الله (صللم): " إنّ من البيان لسحراً وإنّ من الشعر لحكمة " [3].
وعن عمر بن الخطاب (78/ ... ) رضي الله عنه: كان الشِّعْر علَم قَوم لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه، فجاء الإسلام فتشاغَلَتْ عنه العرب، وتشاغلوا بالجهاد وغَزْو فارس والرُّوم، ولَهَتْ عن الشعر وروايته، فلما كَثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأنَّت العرب بالأمصار، راجَعوا رواية الشِّعر، فلم يؤولوا [4] الى مُدَوَّن، ولا كتاب مكتوب، وألْفَوا ذلك وقد هلكَ من العرب مَنْ هلك بالموت والقتل، فحفِظوا أقلَّ ذلك؛ وذهبَ عنهم منه كثيرٌ، وقد كان عند آل النُّعمان بن المًنْذِر، منه ديوانٌ فيه أشعارُ الفحول، وما مُدِح به هو وأهل بَيْته، فصار ذلك الى بني مروان، أو ما صَارَ منه.
قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى اليكم ممَّا قالتِ العربُ إلاّ أقلُّه ولو جاءكم وافراً لجاءكم علمٌ وشعرٌ كثير [5].
قال ابن رشيق: إنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يَشْعُر بما [6] لا يشعر له غيره [7].
وإنما يتفاضل الكلام والشعر بحسن العبارة والدِّيباجة ورَوْنق الفصاحة، حتى تكون ألفاظهما كالزجاجة، وإلاّ فالمعاني مُعَرَّضة لكل جيل من أهل التوحيد والشرك، حتى للزَّنْج والتَّتَر والتُّرْك؛ لكنهم قصرت بهم ألسنتهم عن بلوغ ما رامُوه من أرَب، قد تهيأ على ألسنة العرب وأقلُّ ما يجب على المتكلم البيان لمخاطبه، وإلاّ كان كخابط الليل وحاطبه، يخاطب العربي بالعجمية، ويخاطب العجمي بالعربية، وصناعة الشعر أشد حصراً وأمد عصْرا،

[1] العمدة: 1/ 65، المزهر: 2/ 473.
[2] طبقات فحول الشعراء: 1/ 3،24، المزهر: 2/ 473.
[3] المسند للإمام أحمد: 4/ 139.
[4] الأول: الرجوع، لسان العرب مادة (أول): 1/ 130.
[5] ينظر: طبقات فحول الشعراء: 1/ 24،25، المزهر: 2/ 473،474.
[6] في الأصل لما والصواب ما أثبتناه عن العمدة: 1/ 116.
[7] العمدة: 1/ 116، المزهر: 2/ 491.
نام کتاب : البلغة الى أصول اللغة نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست