نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 101
ومن أَعجب ما سمعته أَن بعضم أَنكر أَشهر حديث يحفظه المسلمون، كبارهم وصغارهم، في قراهم ومدنهم، وهو حديث: " بُني الإِسلام على خمس: شهادة أَن لَا إِله إِلّا الله، وأَن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإِيتاءِ الزكاة، وصوم رمضان، وحَجِّ البيت لمن استطاع إِليه سبيلا" وهو حديث مشهور متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما، كما رواه غيره من الصحابة.
وما حجة من قال ذلك؟ قال: الحديث لم يذكر الجهاد!
ولو كان الأَمر كما فهم هذا الدّعي، لوجب أن ينكر من القرآن الآيات الكثيرة التي وصفت المؤمنين والمتقين وعباد الرحمن وأُولي الأَلباب، فلم تجعل من أَوصافهم الجهاد.
ومن قرأَ وصف المتقين في مطلع سورة البقرة، أو وصف المؤمنين في مطلع سورة (المؤمنون) أَو وصف عباد الرحمن في أَواخر سورة الفرقان، ونحوها من سور القرآن مكية ومدنية، لم يجد الجهاد مذكوراً في كل حال، إِنما يذكر حين يقتضيه المقام، كما في سورة التوبة ردًّا على القاعدين، وفي سورة الحجرات ردًّا على الأَعراب الذين ظنّوا الإِيمان مجرد دعوى تُدّعى أَو كلام يقال.
ومثل ذلك الذي ردّ الحديث الصحيح الذي رواه الإِمام البخاري في جامعه: " إِن الحبشة لعبوا بحرابهم في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم عيد. . . " إِلخ الحديث.
وشبهة هذا المتطاول في ردِّ هذا الحديث أَن المساجد ليست للعب والرياضة وإِنما هي للصلاة والعبادة! كأَنما حسب مسجد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 101