نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 62
الحقيقة السادسة:
أَن العلماء الذين أجازوا رواية الضعيف بشروطه، وبعبارة الأقدمين منهم: تساهلوا في أسانيد رواته، إنما قصدوا بذلك الحث على عمل صالح ثبت صلاحه بالأدلة الشرعية المعتبرة؛ أَو الزجر عن عمل سيِّئ ثبت سووه بالأَدلة الشرعية؛ ولم يقصدوا أَن يثبتوا بالحديث الضعيف صلاحَ العمل أو سوءَه، ولكن كثيراً من عامة الناس - بل من المحدثين أنفسهم - لم يفرقوا بين جواز رواية الضعيف بشروطه وإِثبات العمل به.
ولهذا رأَينا أَكثر بلاد المسلمين يحتفلون بليلة النصف من شعبان، ويخصون ليلتها بالقيام، ونهارها بالصيام، بناءً على الحديث المروي فيها، عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: "إِذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا يومها: فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: أَلا من مستغفر فأَغفر له .... الحديث" رواه ابن ماجه، وأَشار المنذرى إِلى ضعفه، وكذا ضعّفه البوصيرى في زوائد ابن ماجه [1].
ورأينا أكثر بلاد المسلمين كذلك يحتفلون بيوم عاشوراء، يذبحون الذبائح، ويعتبرونه عيداً أو موسماً، يوسعون فيه على الأَهل والعيال، اعتماداً على حديث ضعيف، بل موضوع في رأْي ابن تيمية وغيره، وهو الحديث المشهور على الأَلسنة: "من أَوسع على عياله وأَهله يوم عاشوراء، أَوسع الله عليه سائر سنته" قال المنذرى: رواه البيهقي وغيره من طرق عن جماعة من الصحابة. [1] الحديث عند ابن ماجه برقم 1388، وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة: اتهمه أحمد وابن حبان والحاكم وابن عدي بأنه يضع الحديث، كما في (تهذيب التهذيب).
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 62