نام کتاب : نونية ابن القيم = الكافية الشافية نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 160
صلى عليه الله ما هذا الذي ... يأتي به من بعد ذا ببيان
ماذا يقول القاصد التبيان يا ... أهل العمى من بعد ذا التبيان
فبأي لفظ جاءكم قلتم له ... ذا اللفظ معزول عن الإيقان
وضربتم في وجهه بعسـ ... ـاكر التأويل دفعا منكم بليان
لو أنكم والله عاملتم بذا ... أهل العلوم وكتبهم بوزان
فسدت تصانيف الوجود بأسرها ... وغدت علوم الناس ذات هوان
هذا وليسوا في بيان علومهم ... مثل الرسول ومنزل القرآن
والله لو صح الذي قد قلتم ... قطعت سبيل العلم والإيمان
فالعقل لا يهدي إلى تفصيلها ... لكن ما جاءت به الوحيان
فإذا غدا التفصيل لفظيا ومعـ ... زولا عن الإيقان والرجحان
فهناك لا علم أفادت لا ولا ... ظنا وهذا غاية الحرمان
لو صح ذاك القول لم يحصل لنا ... قطع بقول قط من إنسان
وغدا التخاطب فاسدا وفساده ... أصل الفساد لنوع ذا الإنسان
ما كان يحصل علمنا بشهادة ... ووصية كلا ولا إيمان
وكذلك الإقرار يصبح فاسدا ... إذ كان محتملا لسبع معان
وكذا عقود العالمين بأسرها ... باللفظ إذ يتخاطب الرجلان
أيسوغ للشهدا شهادتهم بها ... من غير علم منهم ببيان
إذ تكلم الألفاظ غير مفيدة ... للعلم بل للظن ذي الرجحان
نام کتاب : نونية ابن القيم = الكافية الشافية نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 160