أما من جهتنا فإننا نحاول على قدر استطاعتنا أن ننشر له بين الفينة والأخرى ما استطعنا إخراجه، رغم ما نعانيه من قلة ذات اليد، إلا أننا مؤمنين بالمسئولية الملقاة على عاتقنا، وزيادة على النشر فإننا نفرغ جهدنا في ثنايا خزانته، لجمع ما يمكن جمعه وتنظيم ما يمكن تنظيمه، وما حفزنا على ذلك أكثر هو أننا قرأنا له مرة في مقدمة الديوان الذي جمعه في أشعار والده حيث قال: " ... نكتب كل ما وجدناه متيسرا، وقد تشتت ذلك، تشتتا غريبا، فلعل الله يوفقنا حتى يجتمع في هذا الجزء كل ذلك، فإن قدر الله في المستقبل وقتا آخر وفراغا متسعا، فينظم ذلك تنظيما حسنا، وإلا فإننا أفرغنا وسعنا في الجمع، فعلى أولادنا ومن أوتي هذه الفكرة الوثابة بعدنا أن يقوم بذلك، فقد كان آباؤنا أمس .... ، وها نحن أولاد اليوم نجمع، أفلا يقدر أولادنا غدا أن ينظموا ذلك ... "
اللهم فاشهد، فإننا حاولنا منذ ولينا وجهتنا نحو خزانة والدنا أن نعمل ما في استطاعتنا، فلعلنا بهذا نكون قد وفينا بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا، وعسى أن نكون بارين لوالدنا، فاللهم ارحمه وجازيه خير الجزاء على ما أفنى فيه عمره واجعل روحه في أعلى عليين مع روح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والأبرار.
وختام الختام ندعو الله أن يفتح البصيرة وينور السريرة.
-إمضاء -
رضى الله عبد الوافي المختار السوسي
-المكلف بنشر تراث والده-
الرباط ضحى الاثنين
14ربيع الثاني 1426هـ
23 ماي 2005م