وإذا أخذنا خلقاً واحداً من أضعف المخلوقات وأصغرها وهو الذرة، وجدنا أن الخالق العظيم ملأ به الكون كله.
فذرات الغرفة كالذرة بالنسبة لذرات البيت .. وذرات البيت كالذرة بالنسبة لذرات المدينة ... وذرات المدينة كالذرة بالنسبة لذرات الدولة .. وذرات الدولة كالذرة بالنسبة لذرات القارة ..
وذرات القارة كالذرة بالنسبة لباقي الأرض.
وذرات الأرض كلها كالذرة بالنسبة لذرات الجو .. وذرات الجو كالذرة بالنسبة لذرات السماوات السبع.
وذرات السماوات والأرض كالذرة بالنسبة لذرات الجنة والنار ..
وذرات الدنيا والآخرة كالذرة بالنسبة لذرات الكرسي .. وذرات الكرسي كالذرة بالنسبة لذرات العرش العظيم ..
وكل ذرة من هذه الذرات التي لا يحصيها إلا الله لها من ربها.
أمر بالإيجاد .. وأمر بالبقاء .. وأمر بالحركة والسكون .. وأمر بالصعود والهبوط .. وأمر بالنفع والضر.
وهذه الذرات كلها الله يعلمها ويعلم مكانها ويراها، ولا يخفى عليه منها ذرة واحدة في جميع ملكه العظيم.
فهذه عظمة الله وقدرته في خلق واحد من أضعف المخلوقات وهو الذرة، فكيف بعظيم الكائنات الأخرى كالسماوات والأرض، والجبال والبحار .. والحيوان والنبات، والشمس والقمر، والنجوم والملائكة .. والكرسي والعرش.