[37] باب رفع الصوت بالقراءة فيما يجهر فيه
270 - سئل أحمد عن القراءة في الصلاة التي يجهر فيها إذا سمَّع أذنيه؟ قال: يُسْمِع من إلى جنبه [1].
271 - حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا البُرْساني، قال: أبَنا ابن جُرَيج، قال قلت لعطاء [2]: قرأت في الصبح فخافَتُّ في بعضٍ، ورفعتُ في بعضٍ؟ فكره ذلك، وقال: ارفع بها كلها. فقرأت أنا حينئذٍ عنده قراءة أُسْمِعُ فيها نفسي لفظي وأفهم الكلام ولا أفهم صوت حرفي. ثم قلت له: أيكفيني فيما يرفع به الصوت من المكتوبة من القراءة هذا؟ قال: لا، حتى تُسمِع من إلى جنبك، ثم حسبك [3]. [1] لعل المراد بهذا الباب بيان ما هو مقدار الجهر الذي يُعدّ من أتى به، جهر بالقراءة في الصلاة الجهرية؟ وفي ذلك عن أحمد روايتان:
الأولى: أنه إذا أسمْع من بجانبه فقد جهر. وهذا ظاهر رواية حرب.
الثانية: أنه إذا أسْمَع أذنيه فقد جهر. وهذ ظاهر رواية أبي داود، وقد نقلها ابن رجب , وقال: " فهذا يدل على أن إسماع الأذنين جهرٌ، فيكون السرّ دونه ". وقال أيضا: " وهو يدل على أن أدنى الجهر: أن يُسمع نفسه ".
ينظر: أبو داود السجستاني، مسائل الإمام أحمد بن حنبل، مرجع سابق، 500، ابن رجب، فتح الباري، مرجع سابق، 4/ 422، 438. [2] سنده: [1] - محمد بن يحيى بن أبي حَزْم، البصري، صدوقٌ، من العاشرة، مات سنة ثلاثٍ وخمسين. م د ت س. ينظر: ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، مرجع سابق، 6382. [2] - محمد بن بكر بن عثمان البُرْساني، أبو عثمان البصري، صدوقٌ قد يخطىء, من التاسعة، مات سنة أربعٍ ومائتين. ع. ينظر: ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، مرجع سابق، 5760. [3] - عبد الملك بن جريج: ثقةٌ، يدلّس ويرسل. تقدمت ترجمته في المسألة (21).
4 - عطاء بن أبي رَبَاح المكي: ثقةٌ فقيهٌ، وقيل: إنه تغيّر بَأَخَرة، ولم يكثر ذلك منه. تقدمت ترجمته في المسألة (25). [3] رواه بمعناه عبد الرزّاق، مصنف عبد الرزّاق، مرجع سابق، ح 3858، كتاب الصلاة، باب رفع الإمام صوته بالقراءة، 2/ 402، من طريق ابن جريج.