نام کتاب : لطائف قرآنية نویسنده : محمود محمد غريب جلد : 1 صفحه : 27
كنا نود أن نحصل على مقعد فى الجامعة لنحقق بعض آمالنا. وفوجئنا بزميل من السودان الشقيق يزيد عمره على الستين. عشنل سنوات الدراسة أبناء له. نحترم حرصه على العلم، وكبر سنه وعند احتفالنا بيوم الوداع سألته ماذا جنيت من السنوات الأربع والغربة؟ فقال:
دخلات كلية أصول الدين وأنا أعتقد أن الحق ما يقوله شيخي ومذهبي. وأنا اليوم أرجع إلى السودان وأنا أعتقد أن الحق ما يصحبه الدليل قلت له: (لمثل هذا فليعمل العاملون) الصافات 61
الانبياء اجتهدوا واختلفوا
كتبت في هذه السلسلة مقالا تحت هذا العنوان قلت فيه: إن الله إذا بعث نبيين في بلد واحد وزمن واحد اختلفا واكبر مثال لهذا هو اختلاف هارون وموسى - عليهما السلام في أمر بني إسرائيل عندما عبدوا العجل.
إنه ليس اختلافا في (القنوات) في صلاة الصبح، ولا في لمسن المرأة ينقض الوضوء أولا. إنه خلاف بين نبيين مرسلين في مسألة عبادة أمة أو أكثرها للعجل.
ومع ذلك خاف هارون أن يتخذ قرارا يفرق كلمة الأمة وانتظر موسى "إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي" طه94
إلى هذه الدرجة حرص هارون على وحدة الكلمة -وإلى هذه الدرجة يختلف الأنبياء فكيف لا يختلف الأئمة؟
كتبت فصلا فى كتابي "شريعة الله يا ولدى"
عن حرص الأئمة رضى الله عنهم - على عدم الفرقة بسبب الاختلافات الفقية.
ومن يقرأ الحوار الذى كان بين الإمامين الإمام الليث بن سعد - إمام مصر والإمام مالك -رضى الله عنهما-يرى صورة من ود العلماء وحرصهم على وحدة الأمة مع اختلافهم فى الرأى ثم كل إمام كان يقول: قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب.
وسئل أبا يوسف - صاحب أبى حنيفة - سئل: هل تصلى خلف الإمام مالك وقد نزل منه دم ولم يتوضأ؟
قال: كيف لا أصلى خلف الإمام مالك؟
*والعلماء يقولون: اختلاف الرأى رحمة لأنه يعطى صاحب المشكلة اكثر من حل.
أليس ذلك أرحم من حتمية الحل الواحد الذى يطلبه بعض الشباب فى هذه الأيام؟
نام کتاب : لطائف قرآنية نویسنده : محمود محمد غريب جلد : 1 صفحه : 27