نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 262
ورويا من حديث أنس أيضا:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" [1].
وروى البخارى من حديث عبد الله بن هشام قال:" كنا مع النبىّ صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شىء إلا نفسى التى بين جنبى. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لا والذى نفسى بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسى. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:
الآن يا عمر" [2].
والطريق إلى محبة الله تبارك وتعالى ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة مستنيرة، أن يكثر المؤمن من التفكر فى مصنوعات الله، مع دوام ذكره، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقدير الهداية العظمى التى جاء بها هذا النبىّ العظيم عن ربّه عزّ وجل فى رسالته الإسلام الحنيف، والبحث عن أسرارها ووقائعها، مع دوام طاعة الله والتحرز عن معصيته، فالطاعة للإيمان: كالزيت للمصباح، والماء للنبات، والمعصية سمّ قاتل، وظلام محيط يذهب بنور القلب، وسعة الصدر، وبهاء الوجه، وإشراق الإيمان.
وفى الحديث القدسى:" ما تقرّب إلىّ عبدى بشيء أحبّ إلىّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدى يتقرّب إلىّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشى بها" رواه البخارى [3].
كما أن الاتباع والمواظبة على السنة أقرب الطرق إلى هذه المحبة كما قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران: 31]. [1] رواه أحمد (4/ 183) والبخارى (15) ومسلم (44) والنسائى فى" المجتبى" (5013) و (5014) وابن ماجة (67) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. [2] رواه أحمد (5/ 442) والبخارى (6632) عن عبد الله بن هشام بن زهرة رضي الله عنه. [3] رواه البخارى (6502) عن أبى هريرة رضي الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 262