وقال الصفدى:
لم اره قط إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب، أو ينظر فى كتاب وكان ثباتا عارفا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يدركه أحد فى اقطار الأرض فيهما وله اليد الطولى فى التفسير والحديث وتراجم الناس، ومعرفة طبقاتهم خصوصا المغاربة واقرأ الناس قديما وحديثا، الحق الصغار بالكبار، وصارت تلامذته أئمة وشيوخا فى حياته.
ومما يذكر عن سبب رحلته ما نقله السيوطى قائلا:
«ورأيت فى كتابة النضار الذى ألفه فى ذكر مبدئه واشتغاله وشيوخه ورحلته: أن مما قوى عزمه على الرحلة عن غرناطة ان بعض العلماء بالمنطق والفلسفة والرياضة والطبيعة قال للسلطان فى ذلك الوقت- إنى قد كبرت وأخاف أن اموت، فأرى ان ترتب لى طلبة اعلمهم هذه العلوم لينتفعوا من بعدى، قال أبو حيان: فأشير إلى أن أكون من أولئك وترتب لى جيد وكسوة واحسان فتمنعت ورحلت مخافة أن اكره على ذلك».
ومما يذكر لأبى حيان ما قاله عنه الأدفوي وهو:- ( ... كان ثبتا صدوقا سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم ... كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرآن، وكان شيخا طوالا حسن النفحة مليح الوجه ظاهر اللون مشربا بحمرة منور الشيبة كبير اللحية مسترسل الشعر).
مؤلفاته
:- وقد كثرت مؤلفات أبى حيان كثرة فائقة نذكر منها:
البحر المحيط والنهر الماد وهما تفسيران مطول ومختصر سنتحدث عنهما.
إتحاف الاريب بما فى القرآن من الغريب.
والتذييل والتكميل فى شرح التسهيل.