التّفسير حقيقته، نشأته وتطوّره، مذاهبه وشروطه
حقيقته:
قال في البرهان: التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله المنزّل على نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه؛ واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والصرف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات [1].
وثمة كلمة أخرى كثيرا ما تستعمل في مكان التفسير، وهي: التأويل.
إلا أنها ليست مرادفة للتفسير بمعناه الدقيق، بل هي في الأصل تختلف عنه اختلافا ما، ولكن كثرة استعمالها في مكان «التفسير» جعلها تؤدي معناها وتقوم مقامها.
قال في تهذيب الأسماء واللغات في بيان الفرق بينهما: أما التأويل فقال العلماء هو صرف الكلام عن ظاهره إلى وجه يحتمله، أوجبه برهان قطعي في القطعيات وظني في الظنيات، وقيل هو التصرّف في اللفظ بما يكشف عن مقصوده. وأما التفسير فهو بيان معنى اللفظة القريبة أو الخفية [2].
أقول: ولعلّ هذا التفريق أصحّ ما قد قيل في ذلك.
ولكن هذا الفرق ناظر إلى معنى كلّ من الكلمتين من حيث دلالتها [1] البرهان للزركشي 2 - 13. [2] تهذيب الأسماء واللغات للنووي 3 - 15، وانظر البرهان 2 - 149.