والمشترك نوعان: لا جامعَ بين معانيه، أو جامعٌ ذُهِلَ عنه. فإن لم يُذهَل عنه فالكلمة جامعة المعاني. فربما يكون المراد بها معناها الوسيعَ الجامعَ، وربما يُراد بها طرف خاصّ من غير نظر إلى المعنى الجامع، فحينئذٍ تكون حالُه حالَ المشتركة. والدليلُ ليس إلا موقع الكلمة وجهة رباطها، مثل كلمة "آية"، فهي كلمة جامعة لكلّ ما يدلّ على شيء، وربما تستعمل للمعجزة [1].
ثم المرادفة لغيرها. وهي قسمان: المطابق لمرادفه [2] من جميع الوجوه. وهذا قليل جدّاً. والثاني ما يوافقه من بعض الوجوه. وهذا كثير جدّاً، وفيه معظم الوهم، فربما يظنّونهما متحدتين، وكثيراً ما يكون بينهما فرق لطيف لا يفطن به [3] غيرُ الممارس باللسان، فيلتبس [4] عليه بعض معاني الكلام، مثلاً لفظ "الفزع" أوّل كلمة شرحها صاحب الكامل [5] رحمه الله، وأخطأ فيه ([6])، [1] انظر كلمة (الآية) في هذا الكتاب ص 134. [2] في الأصل: "بمرادفه" سهو. وكذا في المطبوعة. [3] في المطبوعة: "له"، وما في الأصل صواب، فإنّ (فطن) يتعدى بالباء واللام وإلى جميعاً، انظر القاموس (فطن). [4] في الأصل: "فألبس"، وما أثبتناه من المطبوعة. [5] هو محمد بن يزيد المبرّد الثُّمالي الأزْدي البصري، أبو العباس النحوي اللغوي الأديب. مولده بالبصرة ووفاته ببغداد (210 - 285 هـ). معجم الأدباء 6: 2678، ابن خلكان 4: 313، الأعلام 7: 144، معجم المؤلفين 12:114. [6] قال في تفسير قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: "إنكم لتكثرُون عند الفزَع وتقِلُّون عند الطمع" (الكامل: 3): "الفزع في كلام العرب على وجهين: أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر. والآخر: الاستنجاد والاستصراخ، من ذلك قول سلامة بن جندل:
كنّا إذا ما أتانا صارخٌ فزِعٌ ... كان الصراخُ له قرعَ الظنابيبِ
يقول: إذا أتانا مستغيث كانت إغاثته الجدّ في نصرته ... ويشتق من هذا المعنى أن يقع (فزع) في معنى أغاث، كما قال الكَلْحَبَة اليربوعي:
فقلتُ لكأسٍ ألجميها فإنّما ... حللتُ الكثيبَ من زَرودَ لأفزعا
يقول: لأغيث. وكأس اسم جارية، وإنما أمرها بإلجام فرسه ليغيث".
وقال الأزهري (ت 370 هـ) في تهذيب اللغة (2: 146): "العرب تجعل الفزع فرقاً، =