مَنْ لَنا عِندَه مِنَ الخيرِ آيا ... تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ الْقَضَاءُ (1)
أي كل منها كافية شافية لا تبقي شبهة.
الفرق بين الآية والدليل المنطقي من وجوه:
1 - الأول أن الآية ما عليه بناء الدليل المنطقي. مثلاً "العالم متغير، وكل متغير حادث" فتغيرُ العالَمِ هو الآيةُ على حدوثه.
2 - والثاني أن الآية هي التي تَبعث الفكرَ وتُلقي السؤالَ في القلب، وتُذكّره ما نسِي ([2])،
(1) البيت من معلقته في شرح ابن الأنباري: 493، والتبريزي: 407، مَنْ: يعني عمرو بن هند. [2] والشواهد كثيرة، منها:
1 - قول زهير بن أبي سُلمى (ويقال إنه لصرمة الأنصاري):
أراني إذا ما شِئتُ لاقَيتُ آيةً ... تُذكِّرُني بعضَ الذي كنتُ نَاسِيَا
ديوانه (الأعلم): 170. علق الفراهي في حاشية نسخته من شعراء النصرانية 583: "الآية تُذَكِّرُ". [2] - وقال النَّمِر بن تَولَب العُكْلي من قصيدة له في مختارات ابن الشجري 1:16.
وأَقْصَرَ عَنْها، وآياتُها ... يُذَكِّرْنَه داءَه الأَقْدَما
وانظر شعره: 100. أقصر عنها: كفّ القلبُ عن تُكْتَمَ وهي حبيبته.
3 - وقالت جندب ترثي أخاها من قصيدة في رياض الأدب 82:
وَقَالوا قتَلْنَاه في غَارةٍ ... بآيةِ أنْ قَدْ وَرثنا النِّبالا
علق الفراهي في حاشية نسخته: "آية أي علامة ودليل"
4 - وقال عبيد بن الأبرص من قصيدة في ديوانه 133:
تُريني آيةَ الإعراض عنها ... وفظّت في المقالة بعد لِينِ
5 - وقال امرؤ القيس من كلمة في ديوانه 339:
لِمَن طَلَلٌ دائرٌ آيُه ... تقادَمَ في سالفِ الأَحْرُسِ
الأحرُس: جمع حَرْسٍ وهو الدهر.
6 - وقال بِشْر بن أبي خازم من قصيدة له في ديوانه 70 ومختارات ابن الشجري 2: 21. =