فالقيامة حق، والله تعالى حق بالمعنى الأول والثالث. والعدل حق بالمعنى الثاني، والحكمة بالمعنى الثالث [1].
والشواهد على المعنى الأول والثاني كثيرة، وأما المعنى الثالث فقوله تعالى:
{قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا} [2].
(15) الحُكْم وَالحِكْمَة (3)
"الحكم": فعل للقضاء المطلق حقاً أو باطلاً. قال تعالى:
= [الخَرَع: الضعف واللين].
وقال لبيد [من قصيدة في ديوانه: 286]:
فإنْ تَقْبَلُوا الْمَعْروفَ نَصْبِرْ لِحَقِّكم ... وَلَنْ يَعدَمَ المعروفُ خُفًّا ومَنْسِمَا
وهذا كثير في كلامهم" انظر الفصل السادس: 7 - 8.
ثم يقول في الفصل الحادي عشر (16 - 17):
"أما المعنى الخاص الذي ذكرناه في الفصل السادس -وهو المواساة بالضعفاء- فمتفرع من معناه العام. كأنّ أجلّ الحقوق عند العرب هذه: فهي لازمة على المستطيع حاصلة لذوي الحاجة. وكأنها ثابتةٌ عند العقل، ومعلومةٌ للناس -ولذلك سموا الإحسان "معروفاً"- ومعمولةٌ بينهم كالقانون الثابت المستقر، فالحق بمعنى المواساة كأنه قد أُشرب من تلك العروق كلها".
وانظر المناسبة بين "الحق" و "الصبر" في الفصلين السادس والثاني عشر. [1] والحقّ من أسماء الموت بالمعنى الأول والمعنى الثالث. قال عَامِر بن حَوطٍ من بني عامر:
وَأزورُ بيتَ الحَقِّ زَورةَ مَاكِثٍ ... فَعَلامَ أَحْفِلُ مَا تَقوَّضَ وَانْهَدَمْ
انظر شرح المرزوقي: 1676. [2] سورة البقرة، الآية: 71.
(3) وانظر "الحكم والحكمة والصالح" تحت رقم 55. وتفسير سورة آل عمران (مخطوط): 46 تحت قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} الآية 79.