مُتَّكِئاً تَخفِقُ أبوابُه ... يَسعَى عليه العبدُ بالكوبِ (1)
فالمشي إلى المسجد ينبغي أن يكون على نهج العبد الذي يحفِد على مولاه، وقد دعاه. ولذلك قال تعالى:
{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [2].
وإنما جاء النهي عن السعي المفرط الذي يُخرجه من الوقار، والأمر بينَ بينَ.
ومما ذكرنا يظهر معنى السعي بين الصفا والمروة، فإن إبواهيم وإسماعيل عليهما السلام كانا يسعيان إلى طاعة الله [3].
= العربية. ابن سلاّم: 137، 140 - 142، أسماء المغتالين: 140 - 141، ابن قتيبة: 225 - 233، الأغاني 2: 80 - 128، المرزباني: 80 - 82، الكامل لابن الأثير 1: 422 - 428، الخزانة: 381 - 386.
(1) من أربعة أبيات في ديوانه: 67 وقبله:
لَلشَّرَفُ العَودُ فأكنافُه ... ما بينَ جُمرانَ فَيَنصُوبِ
خيرٌ لها إنْ خشيَتْ جَحْرَة ... من ربِّها زيدِ بن أيّوب
ونسب الجاحظ هذه الأبيات الثلاثة في البخلاء: 232 إلى الأعشى. وانظر ذيل ديوانه (جاير): 237. وهي في معجم البكري: 752 والبلدان 5: 451 لعدي. والبيت وحده لعدي في المجاز 2: 206 وجمهرة الأشعار: 129 ولحن العوام: 186 وشرح ديوان المتنبي 1: 106 واللسان (كوب، صفق). حَجْرةً: أيَ سنة شديدة مجدبة، تَخفِق: كذا في الأضل من النصرانية 2: 473، وكذا في معجم البكري. وفي غيرهما: تُقرع، تُصفق، تُصرَف. فإن صحّت الرواية فالمعنى أنّ الأبواب تضطرب من فتحها ثم إغلاقها مرّة بعد أخرى. ولكن أخشى أن يكون صواب الرواية "تُصْفَق" كما في اللسان (صفق) أي تُغلَق. [2] سورة الجمعة، الآية: 9. [3] وانظر كتاب الرأي الصحيح في من هو الذبيح للمؤلف: 68. ومن تحقيقات المؤلف أن المروة هي موضع قربان إسماعيل عليه السلام، وهي التي حرّفتها اليهود في قصة الذبح في التوراة -حينما أدخلوا مكانه اسم إسحاق عليه السلام- بـ (موره) و (مورياه) و (مرياه). انظر الفصل الثامن من الكتاب المذكور: 54 - 62.