(39) لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} [1].
أي يبغضهم ([2]):
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [3].
أي يبطل ما علموه [4]، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون [5]. [1] سورة آل عمران، الآيتان: 57 - 140، سورة الشورى، الآية: 40. [2] وقال في كتابه أساليب القرآن: 44 في أسلوب النفي: "لاستعمال النفي وجوه: فمنها إرادة الإثبات لمخالف النفي، مثل {لا يُحِبُّ} بمعنى: يبغض، وهذا كثير". [3] سورة الحديد، الآية: 29. [4] هذا يختلف عما قبله، فإنّ ضد (لا يعلم) لا يكون "يبطل ما علموه". (ن). [5] نرى المؤلف قد عالج تفسير الآية الكريمة عدة مرات في كتاباته. فنجد ثلاثة نصوص في تعليقاته التفسيرية أحدها يوافق ما قال هنا وهو قوله (ص 445): [1] - "قال الزمخشري: لا زائدة، والمعنى: ليعلم أهل الكتاب عجزهم. وقيل: لئلا يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين. الأول هو القول المشهور والثاني قول أبي مسلم لاجتنابه كل ما يفتح باب الفتنة. فإنك إن قدرت أو حذفت مثل كلمة "لا" لم تأمن على حدود الشريعة، إلا أن يجعلوا لهذه الزيادة قاعدة، ولم يجعلوها. وعندي المعنى ما يفهم من القول المشهور، ولكن لا أجعل "لا" زائدة. وبيانه أن المنفي ربما ينوب [عن] =