أراد بالتين جبلاً في الشمال، قال الأولون: هو بين حُلْوان وهَمَدْان [1].
وأما خلافهم مِن أبي حنيفة الدِينَوَريّ [2] مستدلاًّ بأنّ ذلك الموضع بعيد من بلاد غطَفان [3]، فلا يلتفت إليه. فإنَّ الشعراء ربما يذكرون ما بَعُدَ عن بلادهم جدّاً.
= الأول وحده في المقاييس 3: 345، ومعجم البكري: 140، والبلدان 1: 154 واللسان (أرل، صرم) والبيت الثاني وحده في المقاييس 1: 361. واللسان (تين).
ذو أرُلٍ: في البلدان 1: 154 عن أبي عبيدة: جبل بأرض غطفان، بينها وبين عُذْرة. وأنشد للنابغة: وهبت الريح .. البيت، ولكن الأستاذ حمد الجاسر يرجح قول نَصْر الذي نقله ياقوت إن أرُلاً من بلاد فزارة بين الغُوطة وجبل صُبح على مهبّ الشمال من حرّة ليلى، واستبعد قول أبي عبيدة، لأن بلاد عذرة بعيدة عن الغوطة يفصل بينهما النفود وأرض واسعة خلفه. انظر معجم الشمال 1: 74 - 75. الصُرّاد: سحاب بارد لا ماء فيه. الصِرَم: القِطع من السحاب. واحدتها صِرْمَة. صُهب الظلال: قال الأعلم: يعني أن قطع السحاب صهب، فظلالها صهب، ولا تكاد تكون كذلك إلا عند هبوب الشمال. وأشدّ ما يكون البرد عند ذلك. الشَبِم: البارد. [1] انظر معاني الفراء 3: 276 والبلدان 2: 69 واللسان (تين). وحلوان من مدن العراق بقرب الجبل. قال أبو زيد: "وربما يسقط بها الثلج. وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط بها دائماً". وقال أيضاً: "أكثر ثمارها التين .. في غاية من الجودة، ويسمونه لجودته (شاه إنجير) أي ملك التين". (البلدان 2: 291). وهَمَذان بالذال المعجمة. مشهورة بكثرة ثلوجها وإفراط بردها في الشتاء. وهي الآن في إيران جنوب غربي طهران وتنطق بالدال المهملة. (البلدان 5: 410 - 417). [2] أحمد بن داود (ت 282 هـ) كان مفتنّاً في علوم كثيرة منها النحو واللغة والهندسة
والحساب أخذ عن البصريين والكوفيين، وأكثر عن ابن السكيت. وكان من نواد
الرجال. الإنباه 1: 76، الأعلام 1: 123، معجم المؤلفين 1: 218. [3] في معجم البكري 331: "قال أبو حنيفة: قال أبو دواد الأعرابي: هما تينان، جبلان طويلان في مهبّ الشمال من دار غطفان، في أصولها مويهة يقال لها: التينة. قال: وليس قول من قال: "هو جبل بالشام" بشيءٍ. وأين الشام من بلاد غطفان! " وانظر اللسان (تين). وممن قال بكونه بالشام ابن قتيبة عصريّ أبي حنيفة وبلديّه فأنشد بيت النابغة في كتاب الأنواء: 176 وقال: "والتين جبل بالشام، وهو الذي أقسم الله عز وجل [به]. وهو جبل مستطيل إذا ساقت الشمال السحب أتته من عرض". وانظر غريب القرآن له: 532، وصفة جزيرة العرب: 232.
ولا شك أن استدلال أبي حنيفة ليس بصحيح، إلاّ أن الأستاذ حمد الجاسر يقول إن =