. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وصوتُ مكاكيٍّ تجاوبَ مَوهناً ... من الليل، مَن يأرقْ له فهو سامعُهْ
أحبُّ إلينا من فراريج قرية ... تَزَاقَى ومِن حيّ تنِقُّ ضفادعُهْ
قال العبودي: والربائع الذي قرن ذكره بذكر التين هو الجبل الذي يسمى الآن "الخدار". وأنشد الغندجاني (الفرحة: 139):
أرّقني الليلةَ برق لامعُ ... مِن دونه التينانِ والربائعُ
وأنشد لُغدةُ لراجز (بلاد العرب: 46):
لكن بِخَوَّين زُقاقٌ واسعْ
زقاقُ بين التين والربائعْ
وإلى هذا الجبل تنسب بِراق التين. قال أبو محمد الفقعسي:
تَرعَى إلى جُدٍّ لها مكينِ ... أكنافَ خوّ فبِراقَ التينِ
وأنشد لُغْدَة لمحمد بن عبد الملك الأسدي قوله حين استعمل على فَيد، ويذكر صُحيراً منزلَ أخواله من بني عبس (بلاد العرب: 48):
تبدّلتُ بَوصاً مِن صُحَيرٍ وأهلِه ... ومِن بُرَقِ التينيَن نَوطَ الأجاول
انظر معجم القصيم 2: 668 - 675. وصحيح الأخبار 2: 49 ومعجم البلدان 68:2 - 69 و 24:3 و 4: 211.
وهناك جبل آخر يسمى جبل تين، وصفه ابن جُنَيدِل، فقال: "جبل أسود كبير، يقع في أسفل وادي الخُرمة، جنوباً من ذريرات، وغرباً شمالّاً من الغراميل، يلي مطلع الشمس من بلدة الخرمة، في بلاد قبيلة سُبيع، وكان قديماً في بلاد بني عامر .. وهو تابع لإمارة الخرمة". انظر معجم عالية نجد 1: 253، وقد ذكره ابن بليهد أيضاً. انظر صحيح الأخبار 1: 49.
ظهر من هذا التفصيل أن عدداً من الجبال تسمى "التين". وإن ثبت أن النابغة أراد التين الذي في بلاد غطفان فليس سبب ذلك أنه إنما يذكر المواضع الواقعة في بلاده. أما التين المذكور في سورة التين فلا يشكّ من نظر في سياق الآيات أن المراد جبل التين الذي هو الجودي أو قريب منه. وانظر وجه الاستشهاد على الجزاء بجبل التين في تفسير السورة للمؤلف، الفصل الخامس: 8 - 9، والمطابقة بين "التين" و "سعير" المذكور في التوراة، في الفصل التاسع: 17 - 19.
وإنْ تعجَبْ بعد ذلك فعجبٌ قول الإمام أبي جعفر الطبري رحمه الله (240:30): "لا يُعرف جبلٌ يسمّى تيناً"!.