الكتابة كانت أولاً بالخمش بقلم الحديد. ثم توسع للبيان والقراءة. في العبرانية: [. . .] (سفر): الخمش، والكتابة، والقراءة [. . .] (سافر): كاتب، فقيه، إمام، قائد. فصحَّ ما قال قتادة: "السَّفَرَة هم: القُراء" [1] وروى ابن جُرَيج عن ابن عباس: "السَفَرة بالنبطية: القرَّاء" [2]. ويوجد في العربية أيضاً بمعنى الخمش، كما قال رُؤْبَةُ ([3]):
تسفيرُ موسَى الصَّلَعِ الجُلاَمِ (4) [1] النحاس 3: 628، الطبري 30: 53 وفي رواية أخرى عنه أنه قال: سَفرَة: كَتَبَة. [2] العبارة "وروى ... القراء" ساقطة من المطبوعة. وانظر الرواية في الدر المنثور 6: 315. والنبطية إحدى لهجات الآرامية الغربية غير أن المقصود بها عند اللغويين العرب الآرامية مطلقاً أو السريانية التي هي من لهجات الآرامية الشرقية. انظر المعرب: 60 (مقدمة المحقق) وقد وردت الكلمة في آرامية العهد القديم والسريانية بالمعاني المذكورة. انظر جزينيوس 1104 وإسمث: 387 وكوستا: 234 - 235.
وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج الرومي (80 - 150 هـ) الفقيه المفسر. إمام أهل الحجاز في عصره، الأعلام 4: 160. [3] هو رُؤْبَة بن العَجَّاج التميمي (ت 145 هـ) هو وأبوه من أشهر الرّجاز، وهو أكثر شعراً من أبيه، وأفصح منه. روى عنه يحيى القطان وغيره.
ابن سلام: 761 - 767، ابن قتيبة: 594 - 601، الأغانى 20: 312 - 324، الآمدي: 175، معجم الأدباء 11: 149 - 151، ابن خلكان 2: 303 - 305، تهذيب التهذيب 3: 290.
(4) البيت من أرجوزته التي يمدح بها مَسْلَمَةَ بن عَبْدِ الملك. انظر ديوانه: 144 وصلة البيت قبله وبعده:
عَرَّت مطاياك عن الإرسامِ
بعد الصِبا والغزَلِ التيَّامِ
تسفيرُ موسى الصلع الجُلامِ
وبريُها عن هامةٍ صُتَامَ
في جانبيها الشيبُ كالثَّغامِ
عرّى الناقة: ألقى عنها الرحلَ فلا يحمل عليها. الإرسام من الرسيم: سيرٌ للإبل. تامه وتيمه: ذلّله وأذهب عقله. الجُلام: المستأصل، عن ابن حبيب (خولة 2: 124) صُتام: ضخمة. الثغام: نبت أبيض الثمر والزهر، ويشتد بياضه إذا يبس.