"بعلبك" [1]. وهذه الكلمة هي التي تبدلت في العربية: "بُقعة" [2]. وأصلها من الفارسية. وهي: "بغ"، كما ترى في "بغداد" [3]. ومنها كلمة "باغ" للبستان.
= من احتجاج وردّ على أهل الكتاب الذين أبهموا مكان البيت الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بمكة:
"ثم ذكر البلد باسم (بكة) بمعنى البلدة، كما سماه إبراهيم عليه السلام، ودلّ به على تحريفهم في مزمور 84 حيث جعلوه (وادي البكاء) ".
وجاء في المزمور المشار إليه (5 - 7): "طوبى لأناس عزّهم بدُ، طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعاً. أيضاً ببركات يغطّون مورة. يذهبون من قوة إلى قوة. يُرَون قدّام الله في صِهيون".
وقد أثبت المؤلف رحمه الله في كتابه المذكور أن (مورة) تحريف (المروة) وهو موضع قربان إسماعيل عليه السلام، وأن "قدام الله" أو "أمام الرب" تعبير شائع في كتبهم عن النذر وخدمة بيت الله. فعبارة المزمور تشير إلى حجج بيت الله وطوافهم وسعيهم. أما "في صهيون" فزيادة مختلقة. [1] معناه: مدينة بعل. واسمها في اليونانية: "هليو بوليس" أي مدينة الشمس. وهي مدينة قديمة على بعد 85 كِيلاً من بيروت في سهل البقاع عند سفح جبل لبنان الشرقي. كانت من أهم المدن في العصر الروماني. فتحت صلحاً على يد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه سنة 16 هـ. انظر المعجم الكبير 2: 427. [2] كلمة "بقعة" موجودة في العبرانية وآرامية العهد القديم [. . .] (بِقْعَة) والسريانية [. . .] (فِقَعْتَا) بمعنى الوادي والسهل. وقد أطلقت على (بعلبك) في سفر عاموس 1: 5 [. . .] (بقعة الوثنية) مما يشير إلى أن كلمة "بقعة" في اللغات العربية والعبرانية والآرامية نظيرها "بكّة" في البابلية. [3] هي مدينة إسلامية بناها أبو جعفر المنصور وانتقل إليها مركز الخلافة عام 146 هـ.
ولكن اسمها "بغداد" جاهلي قديم وقد تضاربت الآراء في تفسير هذا الاسم مع الاتفاق
على أنه فارسي. فقال M.streck في مقاله في دائرة المعارف الإسلامية 7:369:
"فارسي من غير شك ومعناه: عطيّة الله أو هبته". وقد مال الكتاب المحدثون بوجه عام
إلى هذا التفسير. انظر برهان قاطع 1:288 حاشية المحقق. والمعجم الكبير 2: 434.
ولكن عبد الرزاق الحسني علّق على الرأي المذكور فقال: "قد تحقق اليوم أن اللفظة
ليست بفارسية، بل هي آرامية تفيد معنى باب الإله أو باب الضأن أو دار الغزل .. " وقد
ورد ذكر مدينة "بغدادو" في وثيقة بابلية ترجع إلى عصر حمورابي (1792 - 1750
ق. م) سادس ملوك سلالة بابل الأولى، وتكرر اسمها في العصر الكشّي (1500 =