نام کتاب : محاضرات في علوم القرآن نویسنده : غانم قدوري الحمد جلد : 1 صفحه : 204
الخط الأصيل، حتى صارت تفاسيرهم جديرة بالدرس في مجالس الفلسفة والكلام لا في مجالس الرياضات والمجاهدات والأحوال، أما عند القشيري فليس هناك مذهب عقلي خبيء، ولا عقيدة باطنية مستورة» [1].
أما القشيري فهو الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، النيسابوري، الملقب زين الإسلام، ولد سنة 376 هـ، وتوفي سنة 465 هـ، كان فقيها بارعا، أصوليا محققا، متكلما سنّيا، محدثا حافظا، مفسرا متفننا، نحويا لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، مليح الخط جدا، شجاعا بطلا، له في الفروسية واستعمال السلاح الآثار الجميلة [2].
وهو صاحب (الرسالة) المشهورة الموصوفة بالرسالة القشيرية في التصوف، وكان قد أخذ التصوف عن أبي علي الدقاق خاصة.
وكان من جملة ما ألفه القشيري (التفسير الكبير)، ألفه قبل سنة 410 هـ، وهو من أجود التفاسير وأوضحها [3]، استوفى فيه تفسير القرآن الكريم على الطريقة المعروفة بالاهتمام بالتفسير والاهتمام بفنون اللغة بما يوضح معاني الآيات [4].
وألّف القشيري بعد ذلك تفسيره (لطائف الإشارات)، وهو تفسير صوفي للقرآن الكريم، وهو يعد أهم تفسير للقرآن الكريم على طريقة أرباب المجاهدات والأحوال.
والذي يعنينا من أمر هذا النوع من التفسير، الذي يسميه بعض الدارسين بالتفسير الإشاري، هو أن نقف على الحجة التي يستند إليها، وحقيقة المنهج الذي يسير عليه في تفسير آيات القرآن الكريم. [1] إبراهيم بسيوني: مقدمة تحقيق لطائف الإشارات 1/ 36. [2] ينظر: الداودي: طبقات المفسرين 1/ 338 - 346. [3] المصدر نفسه 1/ 344. [4] إبراهيم بسيوني: مقدمة تحقيق لطائف الإشارات 1/ 38.
نام کتاب : محاضرات في علوم القرآن نویسنده : غانم قدوري الحمد جلد : 1 صفحه : 204