نام کتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب نویسنده : السامرائي، فاضل صالح جلد : 1 صفحه : 155
الصحة والمرض. إذا صَحَّ الغنيُّ مَنَعَ المعروف وشَحَّ بماله، وإذا مرض جزع وأخذ يوصي".
وجاء في (تفسير ابن كثير) : "أي: إذا مَسَّهُ الضُّرُّ فَزِعَ وجزع وانخلع قلبهُ من شدة الرعب، وأَيِسَ أنْ يحصلَ له بعد ذلك خير. {وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعاً} أي: إذا حصلت له نعمة من الله، بخل بها على غيره، ومنعَ حقَّ الله - تعالى - فيها".
وجاء في (فتح القدير) : "قال في الصحاح: الهلع في اللغة: أَشَدُّ الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه.. أي: إذا أصابه الفقر والحاجة، أو المرض ونحو ذلك، فهو جَزُوع، أي كثير الجزع. وإذا أصابه الخير من الغنى والخصب والسعة ونحو ذلك، فهو كثير المنع والإمساك".
والجزع ضد الصبر ونقيضه، وقد قابله الله بالصبر فقال: {سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم: 21] . وجاء في (لسان العرب) : "الجزوع ضد الصبور على الشر، والجزع نقيض الصبر ... وقيل: إذا كثر منه الجزع، فهو جزوع وجُزاع".
وقد بدأ بالشر قبل الخير، فقال: {إِذَا مَسَّهُ الشر جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعاً} وذلك لأن السياق يقتضي ذلك، فقد بدأت السورةُ بالعذاب، وهو قوله تعالى: {سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} . وذكر قبل هذه الآية مشهداً من مشاهد العذاب، فقال: {يَوَدُّ المجرم لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ... . كَلاَّ إِنَّهَا لظى * نَزَّاعَةً للشوى} .
نام کتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب نویسنده : السامرائي، فاضل صالح جلد : 1 صفحه : 155