نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 38
-نوعاً ما- على المجتمع المغربي تندد بكل زيغ أو انحراف مهما كان، فإذا البرزلي (ت: 418) يخبرنا عن بعض أحداث القرن السابع الهجري فيقول: "وحكى لي شيخنا الصالح أبو الحسن محمد البطرني (ت: 793) قال: لما ورد بلادنا عبد الحق بن سبعين (ت: 669) أخرجه الشيوخ منها، حتى أنه اجتمع به (أي بعبد الحق بن سبعين) رجل من تلامذة سيدي أبي علي السماط (توفي في أواخر القرن السابع الهجري) بمكة شرفها الله، قال: فسألني عن بلدي، فذكرت ذلك" فقال: "ما زالت سهام أصحابك تلحقني ها هنا"، فلما ورد على سيدي أبي علي أخبره بذلك، فقال له: جالسته؟ فقال: نعم، فقال: اخرج عني ولا تعرفني من هذه الساعة، وكانوا يقولون فيه وفي الغزالي أنه كافر ... " [1].
قلت: فأهل المغرب الِإسلامي كان أغلبهم يدين الله على مذهب السلف (*) في الاعتقاد بظواهر النصوص، والصفات الواردة فيها من غير تأويل ولا صرف لها عن مدلولها اللغوي، مع التنزيه للخالق عزّ وجل وذاته العلية عن أن تشبه الذوات وتتصف بصفات المخلوقين، وذلك هو المذهب الذي عَبَّرَ عنه الِإمام مالك متبوعهم في الفقه والأحكام الشرعية بقوله للذي سأله عن الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] "الاستواء معلوم والكيف مجهول ... " [2].
فهذا هو الموقف الذي كان المغاربة يلتزمونه في العقائد إبان ذاك، وهو كما علمت مذهب السلف الصالح من أئمة المسلمين، وقد وقف [1] مخطوطة "نوازل البرزلي" محفوظ بالمكتبة الوطنية بتونس رقم: 4851، الجزء: 4، ورقة 308 وفي مكتبة الوالد -حفظه الله- مصورة منها.
(*) ويروي المقدسي في أحسن التقاسيم: 236 (ط: ليدن) عن أهل الأندلس أنهم إذا عثروا على شيعي أو معتزلي ونحوهما ربما قتلوه. [2] انظر تخريج هذه الأقوال في تعليقاتنا على "قانون التأويل" وانظر أقوال الأئمة في الإِيمان بالصفات الخبرية في دراستنا لقانون التأويل ص 666 ت 3.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 38