نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 458
ولو شاء ربنا لخلق المعرفة لعبده ابتداءً من غير أن يَنْصُبَ لَهُ عليه دليلاً، ويُعَرّفَهُ بوجه الدليل، ولكنه بحكمته خَلَقَهُ غَيْرَ عالِم، ثم رَتبَ فيه العلم درجات [1]، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [النحل: 78] [2].
فلا إخراج أنفسهم علموه، ولا وصف ربهم عَرَفُوه، ولا شاورهم فيه، ولا علموا بحالة من أحواله. فخلق السمع لخطابه، والبصر للاعتبار به، والأفئدة لِمَقَر عِلْمِهِ [3].
وعرف العبد نفسه في قوله: {مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12] لئلا يعجب بنفسه ولئلا يتعجب أحد أيضاً من سوء فعله، ثم قال سبحانه: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14].
ليعرفك أن الشرف والقَدْر إنما هو للترْبِيةِ لا للتُرْبة [4].
فإذا نظر العبد في نفسه علم أنه موجود لغيره، وتحقق أن ذلك الغير لا [1] قال المؤلف في الأمد الأقصى 89/ أما نصه: "الباري تعالى هو العالم الأعظم، وهو المعلم الأكبر، فإنه أوصل العلم إلى العالمين من عباده، وذلك بخمس طرق:
الأول: أن يكون ما يخلق ابتداء في النفس كعلم المبتدأ والعاقبة إلى آخر العلوم الضرورية.
الثاني: تعليم النظر والتركيب في المعارف حتى يعلم ممَّا عُلِّمَ ما كان به جاهلاً.
الثالث: تعليمه التكلم باللسان والعبارة عما في الجنان من الكلام.
الرابع: تعليمه الكتابة.
الخامس: خلق العلم بالإلهام وذلك جائز إلا في باب الفرق بين الحق والباطل فلا يثبت". [2] انظر: الأحكام: 1956، حيث أحال على القانون. [3] قارن هذه العبارات بكلام الإِمام القشيري في الإشارات 2/ 311، فلا شك أن ابن العربي قد استفاد منه. [4] هذه العبارة مقتبسة من القشيري في الإشارات 2/ 569.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 458