responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 585
فيعترض لك ها هنا مقام التوكل فتقتصر فيه على قدر طاقتك ومقام التفويض فاذكر منه ما يحسن، وركِّب عليه الاستسقاء بمَجَادِيحِ [1] السماء، والاكتساب للمعيشة التي بها قوام الحوباء [2].
وتزيد عليه إن استطعت فتقول: بأن الماء فيه حكمة عظيمة، وهو أنه سبب الحياة في حين، فإذا طغى كان سبب الهلاك في الحين، وكذلك المال في المعنى، إذا ملكه العبد على قدر قام به معاشه، ويتفرغ لعبادة ربه، وإذا طغى عليه أهلك دينه.
وتتسع فتضرب الأمثال وتسوق الأخبار، وتبدأ بما عرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع
ثعلبة إلى آخر زمانك.
وتذكر عليه كما حديث ينظر إليه كقوله: "إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حلْوَةٌ" [3].
وكذلك: "إِنَّ الخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلا بِالخَيْرِ" [4].
وإن المال قد يكون شراً، وتجمع في ذلك بين الأثر والنظر، وتنشد إن كنت صوفياً:
نِعَمُ الله لَا تُعَاب وَلَكِن ... رُبمَا استقبحت عَلَى الأصْحَاب

[1] المَجَادِيحُ جمعْ مِجْدَح، وهو نجم من النجوم، قال ابن الأثير: "وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر" قلت: وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال:
"اسْتَسَقَيْت بمَجَادِيحِ السمَاءِ"، وقال ابن الأثير: "فجعل (أي عمر) الاستغفار مُشَبهاً بالأنواء، مخاطبة لهم بما يعرفونه، لا قولاً بالأنواء، وجاء بلفظ الجمع لأنه أراد الأنواء جميعها التي يزعمون أن من شأنها المطر" النهاية: 1/ 243، وانظر الزمخشري في الفائق: 1/ 195.
[2] الحوباء: النفس.
[3] هذا جزء من حديث طويل رواه بهذا اللفظ ابن ماجه في أبواب الفتن رقم: 4048، والبخاري في تاريخه: 1/ 1/ 190، والحافظ أبو بكر الشيباني في كتاب الزهد: 71رقم الحديث 154.
[4] هذا جزء من حديث طويل تخريجه في صفحة: 588.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست