نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 16
فلمّا كان كذلك راضَ الناسُ أنْفُسَهم بتعلُّم العربيّة، ولم يجدوا إلى ذلك سبيلاً أوضح من الشعر، فحفظوا دواوين الشعراء، وأحكموها ... " [1] .
وقد سبق أبو حاتم إلى تقرير الاحتجاج، وأورد قِصَّة ابن عبّاسٍ مع نافع بن الأزرق، فقال: ((وقد احتجَّ العلماء من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الفقهاء في غريب القرآن والحديث بالشعر، وقد رُوِيَ ذلك عنهم، روى أبو عُبيدةَ بإسنادٍ له عن عكرمة، قال: رأيْتُ ابْنَ عبّاسٍ وعنده نافعٍ ابن الأزرق، وهو يسأله، ويطلب منه الاحتجاجَ باللُّغة، فسأله عن قول الله عزّ وجلَّ {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} [الانشقاق: 17] ، فقال: وما جمع، ألم تسمع:
مُسْتَوْسِقاتٍ لو يَجِدْن سائقاً
قال: وسأله عن قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24] فقال: هو الجدول، فسأله عن الشاهد، فأنشده:
سلماً ترى الدّالج منه أْزَوَرا ... إذا يَمُجُّ في السَّرِيِّ هَرْهرا
وسأله عن قوله: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] قال: هو الدَّعِيُّ المُلْصَقُ، أَما سمعْتَ قولَ حَسَّان:
زنيمٌ تداعاه الرِّجال زيادةً ... كما زيد في عرض الأديم الأكارِعُ
وروي عن أبي عبيدة أنّه سأله عن قول الله تعالى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} [القيامة: 29] فقال: الشِّدَّة بالشِّدَّة، فسأله عن الشاهد، فأنشده:
أخو الحربِ إنْ عَضَّتْ به الحَرْبُ عَضَّها ... وإن شَمَّرتْ عن ساقها الحربُ شَمَّرا [1] السابق ص 124 - 125.
نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 16