نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 50
إلى اللُّغة لمعرفةِ أوضاع الكلمات، واستعمالاتها، وتتبع ما ورد منها في القرآن، وما يستشهد لها به من كلام العرب.
وقد أسهم اللّغويُّون بدراسة حروف المعاني والأدواتِ في القرآن من خلال مؤلّفاتهم النحويّة، من مثل مغني اللبيب لابن هشامٍ، وبصائر ذوي التمييز للفيروزآباديّ، ثمّ جاء في عصرنا شيخنا محمد عبد الخالق عضيمة، وألّف كتابه "دراسات لأسلوب القرآن الكريم" وخصّ مجلّداته الثلاثة الأولى لحروف المعاني والأدوات في القرآن، وقد استقرأ كُلَّ حرف وكُلَّ أداة في القرآن، وأورد استعمالاتها، ومعناها في كل موقعٍ وردتْ فيه، واستدرك على النحاة أشياء فاتتهم، وحشد كثيراً من أقوال النحاة والمفسّرين في عملٍ معجمي يُسهِّل لك الوصول إلى المادة المرادة.
وهم في درسهم حروف المعاني والأدوات قد جعلوا من الشواهد القرآنية أساساً لتحديد معاني الحروف والأدواتِ، وتعدّد تلك المعاني، بحسب السِّياقات والتراكيب. والقرآن في هذه الأعمال إمّا مفسَّر مشروح يستشهد لمعانيه وبما يؤيِّدها من أقوالِ العرب، وأمثالهم، وحكمهم، وأراجيزهم، وأشعارهم، وإمّا شواهد تبيَّن بها المعاني سواء وافقت معاني الأداة أو الحرف في معناه، أو زادتْ عليه.
وعلى كُلٍّ فألفاظ القرآن هي أساس الصنعة المعجميّة، وأساس التأليف في المعجم العربيّ، ولا يستطيع مؤرّخ المعجم العربي أن يتجاوز كلماتِ القرآن، وأنّها البداية الأولى للتأليف المعجميّ، بل الدافع الأساس لنشأة المعجم العربيّ، والدرس اللغويّ، وهو أمرٌ ظاهر لا يسوغ لأحدٍ تجاهله، أو التقليل من شأنه وأثره.
نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 50