نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 57
هذا المعنى بقوله الآخر: "إنّ القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها، ومذاهبها في الإيجاز والاختصار، والإطالة والتوكيد، والإشارة إلى الشيءِ، وإغماض بعض المعاني، حتّى لا يظهر عليه إلاّ اللَّقِنُ، وإظهار بعضها، وضرب الأمثال لما خفي، ولو كان القرآن ظاهراً مكشوفاً، حتّى ليستوي في معرفته العالم والجاهل، لبطل التفاضُل بين الناسِ، وسقطت المحنةُ، وماتت الخواطر ... " [1] .
ثمّ قال: "وعلى هذا المثال كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام صحابته والتابعين، وأشعار الشعراء، وكلام الخطباء، ليس منه شيءٌ إلاّ وقد يأتي فيه المعنى اللّطيف الذي يتميَّزُ فيه العالم المتقدِّمُ، ويقرُّ بالقصور عنه النَّقاب المبرِّز " [2] .
وتكفينا هذه النّصوصُ لمعرفة مكان "معاني القرآن" وما لها من أثرٍ في التصنيف اللُّغويِّ، الّذي قصد إلى الدّفاع عن القرآن، وبيان شبه المشبّهين، وزيغ الزَّائغين، وبيان وجه فريتهم، وأنّهم جهلوا لغة العرب، وخفيت عليهم أنماطها، فوقعوا فيما وقعوا فيه من شكّ، ولا يرفع هذا الشّكَّ، ولا يدفع هذا الزَّيغَ إلاّ معرفة ما للعرب من أساليب وافتنان في الحقيقة والمجاز، وهو عين ما قام به المؤلّفون في المعاني، وتجلَّى أكثر عند ابن قتيبة في كتابه "تأويل مشكل القرآن". فكان هذا العمل لدفع الشبه عن القرآن، بردِّ طعن الطاعنين، وتأييد ذلك بكلام العرب، وتعرّف طرائقه، وأنماطه، وتعدّد طرقه وأساليبه، وكان في هذا العمل مِنَّةٌ عظمى على العربيّة وأهلها، وخدمةٌ جُلّى [1] السابق ص 86. [2] السابق ص 87.
نام کتاب : عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم نویسنده : العايد، سليمان بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 57