نام کتاب : شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 179
غيره من أنواع القوة غير مراد، لذا فإن ما ورد عن بعض السلف من تفسيرات أخرى كقول بعضهم: القوة: ذكور الخيل؛ لأنها هي التي كانت يقاتل بها، فإن هذا يدخل في معنى الآية؛ لأنه من القوة، وهو لا يناقض قول النبي صلّى الله عليه وسلّم.
مثال آخر: لما فسر صلّى الله عليه وسلّم «الغاسق» بالقمر قال لعائشة رضي الله عنها: «استعيذي من شرِّ هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب» [1]، والمراد به القمر إذا دخل في الليل، وبعض المفسرين قال: الغاسق: الليل إذا دخل؛ لأن الليل والقمر بينهما تلازم، فالقمر لا يخرج إلا بالليل، وإذا جاء الليل خرج القمر، فالتعبير بالليل لا يخالف التعبير بالقمر لكن عبارة النبي صلّى الله عليه وسلّم لا شك أنها أولى.
القاعدة الثالثة: أن يكون القول قول الجمهور وأكثر المفسرين.
لا شك أن كونه قول الجمهور فإن النفس إليه أسكن واتِّباعُه أولى، وقد سبق ذكر أمثلة لذلك.
القاعدة الرابعة: أن يكون قول من يُقتدى بهم من الصحابة كالخلفاء الأربعة وعبد الله بن عباس لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «اللهم فقهه في الدين وعلِّمه التأويل» [2].
هذا الحديث جعل بعض العلماء يعتمد قول ابن عباس إذا كان في الآية خلافٌ كالواحدي (ت468هـ) في (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)، قال: «وهذا كتاب أنا فيه نازل إلى درجة أهل زماننا؛ تعجيلاً لمنفعتهم، وتحصيلاً للمثوبة في إفادتهم ما تمنوه طويلاً، فلم يغن عنهم أحد فتيلاً، وتارك ما سوى قول واحد معتمد لابن عباس رحمه الله، أو من هو في [1] أخرجه الترمذي وصححه في كتاب تفسير القرآن، ورقم الحديث (3366)، وأخرجه أحمد برقم (25802) 43/ 8. [2] سبق تخريجه ص144.
نام کتاب : شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 179